قال الرئيس السوري بشار الاسد ان ما تتعرض له بلاده «يهدف في شكل اساسي الى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي» في المنطقة، مؤكداً على مضي دمشق في مسيرة الاصلاح السياسي «وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة». من جهته، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون، إن بكين ستواصل دورها ل «ايجاد تسوية سياسية للأزمة (في سورية) عبر الحوار بين جميع الاطراف بعيداً من اي شكل من اشكال التدخل الخارجي». كما اكد انه «في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن سورية أن تجري إصلاحاً سياسياً شاملاً». وكان الأسد استقبل امس جيون بحضور وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية الدكتورة بثينة شعبان. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن اللقاء تناول «علاقات الصداقة التاريخية التي تربط سورية والصين، إضافة إلى الأوضاع في سورية، اذ أكد جيون أن موقف الصين مما يجري في سورية مبني على سياسة مسؤولة تنطلق من الموضوعية والعدالة والتمسك بمبادئ القانون الدولي، وتهدف إلى تحقيق مصالح الشعب السوري واستعادة الأمن والاستقرار في سورية، باعتبار ذلك عنصراً أساسياً في استقرار المنطقة برمتها». كما اوضح المسؤول الصيني ان بكين «تدعم مسيرة الاصلاح الجارية في سورية والخطوات المهمة التي قطعتها دمشق في هذا المجال»، مشدداً على أن بلاده «ستواصل القيام بدورها البناء والإيجابي الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة عبر الحوار بين جميع الأطراف في سورية بعيداً من أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وقال إن لسورية «تجربة سياسية غنية تجعلها قادرة على تحقيق ذلك». وتابعت «سانا» أن الاسد عبَّر عن «تقديره لمواقف الصين قيادة وشعباً تجاه سورية»، وأشار إلى أن «ما تتعرض له سورية يهدف بشكل أساسي إلى تقسيمها وضرب موقعها الجيوسياسي ودورها التاريخي في المنطقة»، وأنه «أكد أن سورية ماضية في مسيرة الإصلاح السياسي وفق خطة واضحة وجداول زمنية محددة». وصرح جيون بعد اللقاء للصحافيين، أنه أجرى «تبادلاً صريحاً ومعمقاً للآراء» مع الرئيس الأسد حول المسألة السورية، ذلك ان الصين «كبلد صديق لسورية تتابع باهتمام تطورات الوضع فيها، ونحن نشعر بقلق شديد لتصاعد الأزمة في سورية». وتابع أنه وضع الرئيس السوري في صورة «الموقف الأساسي» لبكين ازاء الوضع في سورية، ويتمثل في «دعوة الحكومة السورية والمسلحين والمعارضة -يعني جميع الأطراف المعنية في سورية- إلى الوقف الفوري لأعمال العنف ضد المدنيين وضرورة استعادة الاستقرار والنظام الطبيعي في سورية في أسرع وقت ممكن، لأن التنمية والاستقرار أمران يصبان في مصلحة جميع أبناء الشعب السوري». وقال: «في ظل الظروف المستقرة فقط يمكن سورية أن تجري إصلاحاً سياسياً شاملاً». وأوضح نائب وزير الخارجية الصيني، أن بلاده «تدعو الى وقف أعمال العنف وتدعو جميع الأطراف في سورية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار للتوصل إلى خطة سياسية شاملة وآلياتها المعنية»، قبل ان يعرب عن امله في أن يجرى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سورية المقرر في 26 الشهر الجاري والانتخابات البرلمانية في المرحلة القادمة «بصورة سلسة»، مشيراً إلى أن الصين «صديق لجميع أبناء الشعب السوري، وأن التجربة الصينية نفسها تشير إلى أنه لا يمكن أي دولة أن تحقق التنمية ورفاهية الشعب في حالة غياب الاستقرار». كما اكد ان موقف بلاده «الموضوعي والعادل من الأزمة في سورية، ينطلق من المصلحة الأساسية وطويلة الأجل للشعب السوري»، وانه ليس لدى الصين «أي مآرب أنانية» في هذه المسألة، وبالتالي فإن الصين «وبكل إخلاص، تتمنى أن تحقق سورية، البلد الصديق للصين، الاستقرار بأسرع وقت ممكن وتجري الإصلاح وتعمل على التنمية وتحقق الرفاهية ومصلحة الشعب السوري». والتقى نائب وزير الخارجية الصيني في مقر سفارة بلاده في شكل منفصل وفوداً معارضة، بينها «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» برئاسة منسقها العام حسن عبد العظيم، و «تيار بناء الدولة» برئاسة لؤي حسين. وعلم ان المسؤول الصيني عرض وجهة نظر بلاده إزاء الاوضاع في سورية وضرورة وقف العنف من جميع الاطراف والدخول في عملية سياسية. في غضون ذلك، نقلت وكالة الانباء السورية عن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف «دعمه جهود الرئيس الأسد والقيادة السورية في السعي لتنفيذ الإصلاحات المطروحة في سورية». واضاف في حفل استقبال أقيم في موسكو اول امس لتقليد ميداليات باسم الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين للحائزين الأجانب كان بين الحاصلين عليها الكاتب السوري علي عقلة عرسان، إن «عالم اليوم معقد ويمر بأزمات اقتصادية وسياسية»، داعياً إلى «حل هذه الأزمات بسرعة والنظر بتفاؤل إلى الحاضر والمستقبل».