شيّعت قرية التهيمية (محافظة الأحساء)، مساء أمس، الضحية التاسعة في الحريق الذي اندلع فجر أول من أمس، في أحد المنازل الشعبية، وشارك في التشييع مئات الأشخاص من داخل وخارج القرية التي لم تفق بعد من صدمة الحادثة المفجعة التي أصابتها، فيما لا يزال ثلاثة من أفراد الأسرة يرقدون في العناية المركزة. وتوفيت فاطمة الجمعة البالغة من العمر 18 عاماً، (الضحية التاسعة) بعد أن ساءت حالتها أمس، حيث توفيت عصراً، وتم تشييعها ودفنها في مقبرة القرية، وسط حزن شديد على مصاب هذه الأسرة. ووقع الحريق في وقت مبكر من فجر يوم الخميس، فيما كان أفراد الأسرة نائمين في الدور الأول، ويرجّح أن يكون سببه «التماساً» في السلك المُغذي للثلاجة بالتيار الكهربائي، وعلى رغم محدودية النار، إلا أن دخاناً كثيفاً انبعث في أرجاء المنزل الشعبي، الذي يفتقد إلى فتحات تهوية، ما أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص مباشرة، وإصابة سبعة آخرين بالاختناق. وعلى رغم وجود الشقيق الأكبر وأسرته في الدور الثاني، إلا أنه لم يتنبه إلى وقوع الحريق، إلا بعد ساعات، وبعد أن انتبه له الجيران، الذين حاولوا اقتحام المنزل، وإنقاذ من فيه، بيد أن كثافة الدخان حالت دون ذلك. فيما قام الأخ بالاتصال بالدفاع المدني. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري: إن الحريق انحصر في مخزن مساحته تسعة أمتار مربعة، وقامت فرق الإطفاء والإنقاذ، بالسيطرة على الحريق، وإخلاء المنزل من المحتجزين فيه، وعددهم 15 شخصاً، كانوا نائمين في الدور الأرضي. ونقلوا إلى مستشفيات قريبة، فيما جرى لاحقاً نقلهم إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف». و يرقد حالياً في المستشفى ستة من الأسرة أصيبوا بالاختناق، بينهم أم (50 سنة) وابنها (17 سنة)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهما في العناية المركزة. وعلمت «الحياة»، أنهما في «تحسن»، بالإضافة إلى طفلة حالتها «غير مستقرة»، وهي قيد الملاحظة الطبية أيضاً. فيما يتلقى الآخرون العلاج. وكان بين المتوفين طفلان توأمان، هما محمد وعلي الجمعة (ثلاث سنوات)، والطفلة حواء الجمعة (أربع سنوات)، وسكينة الجمعة (33 سنة)، وأمل الجمعة (31 سنة)، وأنيسة الجمعة (28 سنة)، إضافة إلى طفلتين من أسرة المعيوف، هما ابنتا إحدى بنات الجمعة، اللاتي كن يرقدن في منزل العائلة خلال أيام العزاء في وفاة رب الأسرة، وهما الطفلة غفران المعيوف (سبع سنوات) والطفلة زهراء المعيوف (10 سنوات). وتلقت الأسرة وأهالي القرية التعازي من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز، اللذين تابعا الحادثة، واطمئنا على المصابين. حيث نقل مدير الدفاع المدني في الشرقية اللواء محمد عبد الرحمن الغامدي، تعازيهما لأسرة الجمعة. فيما واصل الأهالي من مختلف مدن وقرى محافظة الأحساء تقديم العزاء في المتوفين.