لم تكد عائلة الجمعة، تودع عائلها قبل يومين، حتى فقدت أمس، ثمانية من أفرادها، فارقوا الحياة اختناقاً، إثر حريق شب في منزلهم الشعبي الواقع في قرية التهيمية (محافظة الأحساء)، وأدى أيضاً إلى إصابة سبعة آخرين. وسادت حال من الحزن مدن الأحساء وقراها، إذ غصَّت مقبرة القرية بالمشيعين. فيما تابع أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، وضع الأسرة، ووجه بمتابعة أحوال المصابين. ووقع الحريق في وقت مبكر من فجر أمس (الخميس)، فيما كان أفراد الأسرة نائمين في الدور الأول، ويرجح أن يكون سببه «التماساً» في السلك المُغذي للثلاجة بالتيار الكهربائي، وعلى رغم محدودية النار، إلا أن دخاناً كثيفاً انبعث في أرجاء المنزل الشعبي، الذي يفتقد إلى فتحات تهوية، ما أدى إلى وفاة ثمانية أشخاص، وإصابة سبعة آخرين بالاختناق. وعلى رغم وجود الشقيق الأكبر وأسرته في الدور الثاني، إلا أنه لم يتنبه إلى وقوع الحريق، إلا بعد وقوعه بساعات، وبعد أن انتبه له الجيران، الذين حاولوا اقتحام المنزل، وإنقاذ من فيه، بيد أن كثافة الدخان حالت دون ذلك. فيما قام الأخ بالاتصال في الدفاع المدني. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري، في تصريح صحافي أمس: «إن عمليات الدفاع المدني في محافظة الأحساء، تلقت بلاغاً في الساعة الثالثة و10 دقائق من صباح الخميس، عن نشوب حريق في منزل في قرية التهيمية. وتبيَّن عند وصول فرق الدفاع المدني إلى الموقع، أن الحريق وقع في منزل شعبي، مكون من دورين. وانحصر الحريق في مخزن مساحته تسعة أمتار مربعة. وقامت فرق الإطفاء والإنقاذ، بالسيطرة على الحريق، وإخلاء المنزل من المحتجزين فيه، وعددهم 15 شخصاً، كانوا نائمين في الدور الأرضي. ونقلوا إلى مستشفيات قريبة، فيما جرى لاحقاً نقلهم إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف»». وأبان الدوسري، أنه نتج عن الحادثة «وفاة ثمانية أشخاص، فيما أصيب سبعة آخرون، جراء اختناقهم بالدخان الكثيف داخل المنزل، مع عدم وجود تهوية مناسبة فيه». وذكر أن التحقيق «لا يزال جارياً، لمعرفة أسباب الحريق». وباشرت الحادثة أربع فرق إطفاء وإنقاذ، ووحدة كمامات. اللافت أن بين المتوفين طفلين توأماً، هما محمد وعلي الجمعة (ثلاث سنوات)، والطفلة حواء الجمعة (أربع سنوات)، وسكينة الجمعة (33 سنة)، وأمل الجمعة (31 سنة)، وأنيسة الجمعة (28 سنة)، إضافة إلى طفلتين من أسرة المعيوف، هما ابنتا إحدى بنات الجمعة، اللاتي كن يرقدن في منزل العائلة خلال أيام العزاء في وفاة رب الأسرة، وهما الطفلة غفران المعيوف (سبع سنوات) والطفلة زهراء المعيوف (10 سنوات). إضافة إلى سبعة آخرين أصيبوا بالاختناق، بينهم أم (50 سنة) وابنها (17 سنة)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهما في العناية المركزة. وعلمت «الحياة»، أنهما في حال «موت سريري»، وكذلك طفل وطفلة حالهما «غير مستقرة»، وهما قيد الملاحظة الطبية. فيما خرج ثلاثة من ضحايا الحادثة من المستشفى، بعد تحسن وضعهم الصحي. ووخيم الحزن على الأحساء أمس، وبخاصة القرى الشرقية، القريبة من التهيمية، واضطر الأهالي إلى توزيع جثث المتوفين على مغتسلات ثلاث قرى، لتغسيلهم وتكفينهم عصر أمس، إذ جرى دفن المتوفين، في مقبرة الهتيمية، وسط حضور حاشد. وجدد أهالي التهيمية المطالبة بإنشاء مركز دفاع مدني في بلدتهم، وبخاصة أن الأرض المخصصة له متوفرة منذ سنوات. وكانت أسرة الجمعة، اختتمت العزاء قبل يومين، في رب الأسرة محمد الجمعة (في العقد السادس) الذي فارق الحياة، متأثراً بطارئ صحي «مفاجئ»، وكان هو العائل لأسرته، ويعمل في مجال الزراعة. فيما نجا من الحريق أبناء آخرون لم يكونوا في المنزل حينها، لأنهم يسكنون في مساكن مستقلة. وحظي الحريق بمتابعة من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، ونائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز، اللذين اطمئنا على المصابين. فيما نقل مدير الدفاع المدني في الشرقية اللواء محمد عبد الرحمن الغامدي، تعازيهما لأسرة الجمعة. كما نقل وكيل محافظة الأحساء خالد البراك، تعازي محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد، للأسرة، سائلين المولى العلي القدير أن «يتغمد المتوفين بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. وأن يشفي المصابين، ويُلبسهم ثوب الصحة والعافية».