كابول - أ ف ب - قتل 26 شخصاً وجرح 37 آخرون في هجوم شنه انتحاري قرب مسجد في سوق بلدة بارا تشنار المجاورة لمدينة بيشاور، كبرى مدن منطقة كرّام القبلية (شمال غرب) التي تشهد باستمرار هجمات لمتمردي حركة «طالبان» ونزاعات طائفية. وأعلن المسؤول الحكومي المحلي شهاب علي شاه ان الهجوم حصل لدى توافد المؤمنين اليه لأداء صلاة الجمعة. وشهدت البلدة ومحيطها والمقاطعة أحداث عنف طائفية خلال السنوات الأخيرة، حيث تعاونت القبائل الشيعية في المنطقة مع القوات الأميركية والأفغانية لمنع تسلل مقاتلي حركة «طالبان» عبر الحدود، ما دفع المتمردين إلى فرض حصار على المقاطعة وعزلها عن باقي مناطق باكستان، وحتم لجوء سكان باراتشنار إلى استخدام طرق عبر أفغانستان، لكن وساطة أجراها سراج الدين حقاني القائد العسكري ل «شبكة حقاني» الأفغانية نجحت في انهاء الاقتتال الطائفي في المنطقة وفك حصار «طالبان باكستان»، في مقابل السماح بممرات آمنة لمقاتلي «طالبان» الافغانية من المنطقة وعدم تعرض القبائل الشيعية لهم. وفيما تزامن الهجوم مع انعقاد القمة الثلاثية بين باكستان وافغانستان وايران في إسلام أباد بهدف تعزيز التعاون الأمني بينها، نفت «طالبان» الأفغانية صحة تصريحات أدلى بها الرئيس الافغاني حميد كارزاي اول من امس حول اجراء حوار مع كابول يمهد لمفاوضات سلام، ويواكب الاتصالات التمهيدية التي تجريها الحركة حالياً مع الولاياتالمتحدة. وأكد الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد عبر موقع صوت الجهاد على شبكة الانترنت، ان اي قرار لم يتخذ لإجراء محادثات مع ادارة كابول التي وصفها بأنها «حكومة دمية». وزاد: «إذا أجرى أحد محادثات مع حكومة كارزاي باعتباره يمثل الامارة الاسلامية (الاسم السابق لأفغانستان تحت حكم طالبان بين عامي 1996 و2001)، فهو محتال»، مشيراً الى «حصول حالات مماثلة سابقاًَ، ويحتمل ان شخصاً خدع هذه الادارة مجدداً». وفي عام 2010، التقى رجل يدعى اخطار محمد منصور ثلاث مرات مع مسؤولين افغان ومن الحلف الاطلسي (ناتو)، بعدما ادعى انه مسؤول بارز في «طالبان»، وتلقى مبالغ مالية قبل ان يتبين انه محتال.