وصف الوكيل المساعد للبريد في وزارة المواصلات البحرينية، الشيخ بدر بن خليفة آل خليفة، اجتماعاً في البحرين عقد في 14 و15 شباط (فبراير) الجاري ب «التنسيقي لاستمزاج موقف شركات مختصة حول سعي حكومات خليجية إلى الربط الحديدي في ما بينها، على أن ينشئ القطاع الخاص المشروع بنظام التشغيل والإدارة والتحويل (BOT)». وضم اللقاء وزارة المواصلات البحرينية ومسؤولين سعوديين والأمانة العامة لدول مجلس التعاون، بحضور شركات خاصة، لبحث تمويل جسر للسكة الحديد يربط البلدين، وتنفيذه، والاستفادة من عائداته من الشركات الخاصة لفترة محددة وتسليمه بعدها للجهات الرسمية. يذكر أن قمة الكويت الخليجية لعام 2007 قررت ربط دول التعاون الست بسكة حديد بحلول عام 2017. وأظهر إنشاء «جسر الملك فهد» بين البحرين والسعودية حجم الطلب العالي على الاتصال البرّي، من مسافرين وسيارات وشاحنات. ويتوقع إنشاء جسر موازٍ للسكة الحديد، لتخفيف العبء على الجسر الحالي، وفتح الباب لنقل البضائع عبرها. ولفت دخول القطاع الخاص طرفاً في تشييد الجسر. وحضر اللقاء عشرون شركة مهتمة، أميركية وجنوب أفريقية وأوروبية وكورية وبعض الشركات المحلية. وركز لقاء البحرين على فكرة ربط البحرين باليابسة، والاهتمام بتوفير معلومات كاملة للشركات لتتخذ قرارها بالمشاركة في مناقصة المشروع. وأوضح الشيخ بدر أن الربط السككي الخليجي، سيحقق كما هي حال دول جنوب شرق آسيا، التمدين والنمو الاقتصادي. وأوضح مستشار مواصلات يعمل في البنك الدولي هو رامز العسار، أن الشبكة الحديد المخطط لها ستنتشر بطول 2100 كليومتر، بتكلفة 15.4 بليون دولار، بينها 90 كيلومتراً لربط البحرين بالسعودية، إذ سيكلف الجسر بينهما 4.5 بليون دولار، وفقاً لأسعار عام 2008. وسيبدأ الربط وفقاً للمشروع من الكويت وينتهي بعُمان، مروراً بالسعودية والبحرين وقطر والإمارات. وسترتبط السكة الحديد الخليجية بشبكة سعودية قائمة ومشاريع أخرى قيد التنفيذ، لتسهيل تنقّل مواطني الخليج، ولنقل البضائع بين دول المجلس بتكلفة أدنى. ويحقق المشروع أهدافاً اقتصادية واجتماعية واستراتيجية، أولها جدواه الاقتصادية المؤكدة، تضاف إليها نواحٍ اجتماعية كزيادة الترابط العائلي والأسري بين أهالي دول الخليج، وكذلك نواحٍ إستراتيجية بإيجاد منافذ عدة لنقل البضائع. واعتُمدت شركة «الديار» القطرية لدرس تحقيق الاستغلال الأمثل لكل مسارات القطار ومتطلباته الفنّية. ودُرس إمكان الربط مع اليمن وشبكات عربية تقع إلى الشمال، مثل شبكة الشام. وكانت جريدة «عكاظ» السعودية نقلت عن الرئيس العام ل «الخطوط الحديد السعودية»، عبدالعزيز الحقيل، وجود نيّة لربط المملكة بدول عربية أخرى، أسوة بدول مجلس التعاون الخليجي، التي سيطرح مشروع الربط الحديد بينها للمنافسة نهاية العام الحالي، ويتوقع الانتهاء من تنفيذه في منتصف عام 2017. ولأن السعودية عضو في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا)، وقعت اتفاق سكك حديد مع دول المشرق العربي. وأشار الحقيل إلى توافق عربي على استكمال مشاريع الربط السككي والبرّي والبحري، لتحقيق ترابط اقتصادي وتكامل بين الدول العربية، فضلاً عن التقارب الاجتماعي.