أدى استمرار زيادة الطلب العالمي على النفط والغاز بالإضافة إلى الطفرة التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي في مشاريع البنية التحتية إلى زيادة الطلب على خدمات النقل والمواصلات وقيام قطاع النقل والمواصلات وغيرها من المؤسسات ذات الصلة بالبحث عن وسائل لتقديم خدمات متميزة وفعالة وتطوير وتعزيز القطاع ليلعب دورا متميزاً وفعالاً في النمو الاقتصادي وتطوير الطرق. ووفقاً للدراسات والأبحاث فإن دول مجلس التعاون الخليجي تعتزم إنفاق 100 مليار دولار على مشروعات للسكك الحديدية عبر المنطقة وتطوير الخدمات اللوجستية. كما تشير التقارير إلى موقف حكومات دول مجلس التعاون الخليجي الذي اتسم بالسرعة لتحقيق هذا الهدف وقد تم إعداد خطط ومشاريع لتطوير وسائل النقل وبناء شبكات بعدة مليارات من الدولارات تساعد على تعزيز فرص الأعمال وتطوير الخدمات والمرافق الخاصة بقاعدة الشركات والمؤسسات في المنطقة. وعلى صعيد متصل تنطلق الدورة الجديدة للمعرض التجاري ماتريالز هاندلينج الشرق الأوسط 2011 خلال الفترة من 25 وحتى 27 سبتمبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض والذي يجذب اهتمام الشركات الدولية والإقليمية التي تنشد تعزيز حضورها في الشرق الأوسط. وقال أحمد باولس الرئيس التنفيذي في إيبوك ميسي فرانكفورت وهي الشركة المنظمة لمعرض ماتريالز هاندلينج الشرق الأوسط: "ستؤدي حتماً المشاريع المتعددة في المنطقة والخاصة بالنقل والخدمات اللوجستية الجارية إلى تغيير هائل في طريقة نقل المواد والموارد والبضائع". وتابع: " ستتيح مشاريع مثل الاتحاد للقطارات في دولة الإمارات والجسر البري السعودي والسكك الحديدية شمال- جنوب السعودية بالإضافة إلى مشروع يربط عُمان والإمارات وقطر والكويت لنقل البضائع والسلع والخدمات إلى داخل وخارج تلك البلدان وعبرها بسرعة وكفاءة. ومن المقرر استكمال هذا المشروع الذي يربط جميع الإمارات بتكلفة 11 مليار دولار وبطول 1500 كيلومتر بحلول العام 2017. وسيتم مشروع "الاتحاد" على مراحل خلال عدة سنوات وسيربط دولة الإمارات مع المملكة السعودية عبر مدينة الغويفات في الغرب وسلطنة عُمان عبر مدينة العين في الشرق. وتتجه السعودية وحدها لإنفاق ما يصل إلى 25 مليار دولار في ثلاثة مشاريع ضخمة من أجل تطوير وسائل النقل عبر مساحات شاسعة من المملكة. ويشمل مشروع الجسر البري السعودي ربط العاصمة الرياض مع ميناء جدة على البحر الأحمر مع روابط هامة إلى المجمعات النفطية والصناعية في الجبيل والدمام على الساحل الشرقي. كما يجري حالياً العمل في مشروع السكك الحديدية الشمال- الجنوب لربط الرياض والحديثة عبر القصيم وحائل والجوف مع روابط إلى رأس الزور والجبيل لربط مناجم الفوسفات والبوكسيت وبينما يركز المشروع في المقام الأول على نقل البضائع تخطط السلطات لروابط عالية السرعة للركاب. وهناك مشروع آخر ضخم للسكك الحديدية اجتذب اهتماماً دولياً وهو الاتفاق الأخير بين دولة قطر وسلطنة عُمان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان لبناء خط سكة حديد يربط بين البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى الغنية بالموارد النفطية والغاز الطبيعي والموارد الزراعية مع المياه الدافئة للخليج العربي عبر إيران. وسيقوم المشروع بتسيير النقل الفعال للنفط والغاز والمنتجات الزراعية لدول آسيا الوسطى إلى موانئ ومحطات النفط في الخليج.