موسكاتين (ايوا) - أ ف ب - دعا نائب الرئيس الصيني تشي جين بينغ المرجح ان يصبح رئيساً في المستقبل في واشنطن الى «انطلاقة جديدة» في العلاقات الصينية - الاميركية التي مرت بفترات صعبة في بعض الاحيان قبل ان يقوم بجولة للقاء مواطنين اميركيين. ووصف تشي الذي تحدث خلال غداء رسمي في العاصمة الاميركية متوجهاً الى رجال الاعمال في البلاد، العلاقات بين البلدين بانها تشبه «نهراً يتابع مجراه»، على رغم التعرجات معتبراً انه آن الاوان «لانطلاقة جديدة تاريخية». وقال وهو محاط بالعديد من رؤساء الشركات الكبرى بينها «كوكاكولا» و «شيفرون» انه «خلال السنوات ال33 الماضية منذ اقامة العلاقات الديبلوماسية، تعززت الصداقة بين شعبينا والتعاون المفيد المتبادل تزايد ومصالحنا مرتبطة ببعضها أكثر فأكثر». وتشي الذي يرجح ان يخلف الرئيس الصيني هو جينتاو على رأس الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الاول (اكتوبر) 2012 ثم في منصب الرئاسة في آذار (مارس) 2013، توجه بعد ذلك الى موسكاتين في ولاية ايوا الريفية بوسط الولاياتالمتحدة حيث له علاقات صداقة تعود الى رحلة قام بها في العام 1985. وتطرق المسؤول الصيني الى ذكرياته مع الاشخاص الذين التقاهم انذاك. وقال اثناء احتسائه الشاي مع مواطنين «لا يمكنكم تصور الانطباع القوي الذي كان لدي حين وصلت قبل 27 عاماً الى موسكاتين. كنتم اول مجموعة اميركيين التقيها». وأضاف ان «الصورة التي كونتها عن هذا البلد كان مصدرها انتم. بالنسبة لي انتم تمثلون اميركا». وأثار مجيء تشي تعليقات متناقضة في هذه المدينة الصغيرة التي تعد 23 الف نسمة. وقال كريس ستاينباك الصحافي في «موسكاتين جورنال» ان «الناس سعيدون لرؤية قيادي من الصف الاول يأتي الى هنا»، مضيفاً: «لا يحدث كل يوم ان يأتي مسؤول بهذا المستوى الى مدينة صغيرة بهذا الحجم». واستغل بعض السكان الفرصة في المقابل لانتقاد النموذج الصيني. وقال جون مورغان وهو رجل اعمال من المنطقة ان «الناس يتحدثون في غالب الاحيان عن الاقتصاد الصيني لكنهم يغفلون ماذا يعني ذلك». وأضاف «انهم شيوعيون ولديهم اكثر من بليون نسمة والكثير منهم فقراء» مشيراً ايضاً الى مسألة حقوق الانسان، احدى ابرز نقاط الخلاف بين واشنطنوبكين. حقوق الانسان ودعت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي ايلينا روس ليتينن الاربعاء ادارة الرئيس باراك اوباما «الى مواجهة الصين بطريقة مباشرة بخصوص الانتهاكات الفظيعة الجارية لحقوق الانسان»، مطالبة بالافراج الفوري عن كل السجناء السياسيين. وكان تشي حاول الثلثاء الطمأنة قائلاً خلال لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان بلاده تواصل جهودها «لتحسين» وضع حقوق الانسان. وكان الرئيس اوباما وعد ايضاً بأن بلاده ستواصل الحديث عن المسألة وذلك عند استقباله تشي جين بينغ. وصباح الاربعاء اجتمع المسؤول الصيني في الكونغرس مع نواب يعتبرون عموماً بأنهم مناهضون لسياسة الصين لكن لم يتسرب شيء عن محادثاتهم. ومن نقاط الخلاف الاخرى بين البلدين، سعر صرف اليوان الصيني، ذلك ان واشنطن تتهم بكين بابقائه منخفضاً من اجل التنافسية التجارية. وقد سجلت الولاياتالمتحدة في العام 2011 عجزاً تجارياً قياسياً مع الصين. وقال تشي الثلثاء ان على بكينوواشنطن ان «تعملا من اجل الوصول الى توازن اكبر على مستوى التجارة والاستثمارات بين البلدين» داعياً الى «الحوار والتشاور»، فيما دعا اوباما الصين الى احترام «القواعد السارية» في الاقتصاد العالمي. وتأتي زيارة المسؤول الصيني بعد استخدام بكين مع موسكو حق النقض في مجلس الامن ضد مشروع قرار يدين القمع في سورية وهي خطوة انتقدتها واشنطن بشدة وبعد حصول اضطرابات دموية في المناطق التيبتية. ومن المقرر ان يزور المسؤول الصيني ايضاً كاليفورنيا (غرب).