دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - في تطور يشير إلى تصاعد المواجهات واتساعها بين الجيش السوري والمحتجين، قال ناشطون إن نحو عشرين شخصاً بينهم تسعة مدنيين قتلوا خلال اشتباكات عنيفة تجري بين الجيش ومجموعة منشقة عنه في بلدة الاتارب في ريف حلب وهذه هي أعنف اشتباكات تدور حول حلب حتى الآن. يأتي ذلك فيما هاجمت قوات الجيش السوري حماة وحمص ومناطق قرب دمشق في عمليات بدأت منذ أيام، هي الأقرب إلى العاصمة منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) الماضي. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ثمانية أشخاص قتلوا برصاص الأمن في حمص ودرعا وإدلب وريف دمشق، ليرتفع ذلك قتلى أمس إلى نحو 28 شخصاً. وقال شهود وناشطون إن قوات خاصة مدعومة بناقلات الجند المدرعة أقامت حواجز في الشوارع الرئيسية بحي البرزة في دمشق وفتشت منازل وقامت باعتقالات. فيما قال سكان إن القوات الحكومية تبحث عن نشطاء من المعارضة وأعضاء ب «الجيش السوري الحر» الذي يوفر حماية للاحتجاجات. وأوضح الشهود أن ألف جندي على الأقل اجتاحوا حي البرزة بعد أن أغلقوا الطريق العام. وقال مازن وهو طالب جامعي بالهاتف من البرزة لرويترز: «دمروا واجهات المحلات وأعادوا التلاميذ المتجهين إلى المدارس» إلى منازلهم، موضحاً أن المداهمات «تركزت على ضهر المسطاح وحارة البستان». وأفاد سكان أن قوات الجيش أطلقت نيران رشاشاتها الآلية في الهواء في أقرب نقطة تنتشر فيها القوات من وسط العاصمة. وحي البرزة وهو حي سكني إلى الشمال من وسط العاصمة. أما في حرستا في ريف دمشق، فقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شاباً توفي في بلدة حرستا متأثراً بجروح أصيب بها اثر انفجار قنبلة داخل سيارته بعد مروره من حاجز أمني. وتابع أن ناشطين من البلدة اتهموا عناصر الحاجز بوضع القنبلة داخل السيارة. وفي ريف حلب، تحدث ناشطون عن مقتل نحو عشرين شخصاً بينهم تسعة مدنيين خلال اشتباكات تجري بين الجيش ومجموعة منشقة عنه منذ أول من أمس. وقال المرصد في بيان أمس إن «الاشتباكات استمرت بين الجيش ومجموعة منشقة لليوم الثاني على التوالي في بلدة الاتارب» في ريف حلب. وأضاف إن «عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية ارتفع إلى تسعة كما سقط أربعة منشقين، وسبعة جنود بينهم (ضابطان برتبة) عقيد وملازم أول». وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن، موضحاً أن أصوات الرصاص الكثيف كانت تسمع قبل قليل (7,30 تغ) قرب قسم الشرطة في البلدة». وفي حماة، ذكر نشطاء بالمعارضة أن القوات الحكومية شنت هجوماً في حماة أمس، وأطلقت النيران على «مناطق سكنية» من مدرعات ومدافع مضادة للطائرات. وقالت مصادر المعارضة إن الدبابات التي تمركزت قرب قلعة حماة تقصف أحياء فرايا وعليليات والباشورة والحميدية وأن القوات تتقدم من المطار. وأوضح ناشط يدعي عامر متحدثاً باقتضاب عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية لرويترز إن شبكات الهاتف الأرضي والهاتف المحمول قطعت في حماة بأكملها. وقال ناشطون إنه لم يتسن الحصول على تقارير عن الخسائر البشرية في الهجوم على حماة -رابع أكبر مدينة في سورية- بسبب مشاكل الاتصالات. وأكد المرصد في بيان منفصل أن «قوات عسكرية اقتحمت مدينة حماة» صباح أمس. وأشار إلى أن «أصوات الانفجارات سمعت في شكل كبير في أحياء الحميدية والأربعين ومشاع الأربعين»، لافتاً إلى انقطاع الاتصالات الأرضية والخليوية وخدمة الإنترنت. وفي حمص، قصفت قوات الجيش أيضاً أحياء سكنية في المدينة لليوم الثالث عشر على التوالي. وتحدث نشطاء وجماعات إغاثة عن أزمة إنسانية متنامية هناك ويقولون إن حمص تعاني من نقص في الغذاء والوقود والدواء. فيما أشار المرصد إلى «عدة انفجارات هزت حي كرم الزيتون كما تسببت سحب الدخان الأسود الناجمة عن انفجار خط النفط في حالة اختناق في حي بابا عمرو» الذي واصلت قوات الجيش قصفه. وتابع المرصد أن «قذائف سقطت أيضاً في شكل متقطع على أحياء الإنشاءات وكرم الزيتون والبياضة» في حمص. إلى ذلك، ذكر ناشطون أن القوات السورية قامت بقصف أنبوب للنفط في حمص فيما اتهم مصدر رسمي سوري «مجموعات إرهابية مسلحة» بتفجير الأنبوب الذي يمد دمشق والمنطقة الجنوبية بالمازوت. وذكر عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله: «تم قصف أنبوب النفط للمرة الثالثة في حمص»، مشيراً إلى أن «القصف هذه المرة كان بطيران حربي». وأضاف أن «طائرتين حربيتين حلقتا فوق المنطقة قبل أن تقصف الأنبوب». وكانت الهيئة أفادت في بيان عاجل صباح أمس بأن «جيش النظام السوري قصف أنبوب النفط المار من حي بابا عمرو للمرة الثالثة»، مشيراً إلى «تصاعد أعمدة الدخان» منه. واتهمت السلطات السورية «مجموعة إرهابية مسلحة» بتفجير خط النفط «في عملية تخريبية». وأشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) التي أوردت الخبر إلى أن خط النفط الواقع بين بابا عمرو والسلطانية والبالغ قطره 12 إنشاً (0,3 متر) «يغذي خزانات عدرا التي تساهم بتأمين مادة المازوت إلى دمشق والمنطقة الجنوبية». في موازاة ذلك، نفذت القوات السورية حملة مداهمات واعتقالات منذ فجر أمس في بلدة العشارة التابعة لريف دير الزور (شرق) أسفرت عن اعتقال 16 مواطناً، بحسب المرصد السوري. فيما أفادت الهيئة العامة بأن بلدة النعيمة في درعا تتعرض لحصار شديد وسط حملات دهم واعتقال وتمشيط تشنها قوى الجيش والأمن في البلدة، يترافق مع قطع كافة الاتصالات ومنع الدخول والخروج من البلدة، وإطلاق النار في شكل عشوائي وكثيف على المنازل.