دبي - أ ف ب - دعا ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مواطنيه إلى لم الشمل والبدء في مرحلة جديدة، في وقت فرقت قوات الأمن البحرينية أمس مسيرات عدة انطلقت من قرى شيعية باتجاه دوار اللؤلؤة السابق في المنامة تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الاحتجاجات المناهضة في المملكة والتي كان الدوار رمزها. وقال الملك حمد في كلمة لمناسبة الذكرى ال11 لميثاق العمل الوطني: «لا بد أن نؤكد على روح التلاحم ولم الشمل بين كافة مكونات شعب البحرين العزيز، وهو أمر لا شك أن الجميع يتطلع إلى تحقيقه». وأعرب عن ارتياحه «لما نراه اليوم من دعوات مخلصة وصادقة من الحريصين على لم الشمل وتلاحم المجتمع وتكاتفه مع دعواتنا لهذه الجهود بالتوفيق لتجاوز المرحلة التي مر بها وطننا العزيز ولنبدأ مرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص لما فيه خير الوطن والمواطن». كما أكد الملك على «الاستمرار في نهج الإصلاح والتطوير والتحديث لبلدنا العزيز برؤية تقوم على ركنٍ أساسي يتمثل بمشاركة شعبية أوسع من خلال المجلس المنتخب ليمارس دوره الأساسي في الرقابة على العمل الحكومي». وميثاق العمل الوطني أطلق من قبل الملك بعد توليه العرش وأعيد بموجبه العمل بالبرلمان المنتخب مع إدخال إصلاحات ديموقراطية جزئية، وأقره البحرينيون بغالبية ساحقة في استفتاء. في هذا الوقت، أطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المئات من المتظاهرين الذين ارتدى بعضهم أكفاناً بيضاً وهم يرددون هتافات مناهضة للحكم. وخرج المحتجون خصوصاً من مناطق السنابس والدية وجدحفص باتجاه منطقة دوار اللؤلؤة السابق التي فرضت السلطات طوقاً أمنياً مشدداً حولها بعدما أزالته وحولته إلى تقاطع طرق عادي. ولم تتوافر معلومات عن إصابات في صفوف المحتجين. وكررت أفواج المحتجين المحاولة بعد الأخرى للوصول إلى الدوار، لكن من دون جدوى. وأشار شهود إلى نشر أرتال من المدرعات الخفيفة في شوارع رئيسية قريبة. وكان ائتلاف «شباب 14 فبراير» المتشدد والذي يعمل في شكل منفصل عن المعارضة الشيعية و «جمعية الوفاق» التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البحرين، أعلن عزمه العودة أمس إلى الدوار. إلا أن المعارضة البحرينية أصدرت مساء الاثنين بياناً مشتركاً أكدت فيه أن دوار اللؤلؤة «يشكل رمزاَ للحركة المطلبية، لكنه ليس الميدان الوحيد الذي ترفع فيه المعارضة السياسية مطالبها المشروعة» في إشارة على ما يبدو إلى عدم تشجيعها إعادة الاحتجاجات إلى الدوار. وبالنسبة إلى الأوضاع الميدانية، أكدت «جمعية الوفاق» في بيان أمس أن قوات الأمن البحرينية أجرت مداهمات في منطقتي السنابس والبرهامة و «ارتكبت جرائم ممنهجة نفذتها قوات بحرينية وآسيوية بدأت قبل أكثر من ساعة وما زالت مستمرة». وفي بيان آخر، أعلنت الجمعية أن قوات الأمن البحرينية نفذت «حملة اعتقالات واسعة» في المناطق التي تشهد توترات وتواجد أمني مكثف. وعدد البيان أسماء 13 شخصاً بينهم امرأة قالت الجمعية انهم اعتقلوا. وأشارت وزارة الداخلية من جهتها إلى «القبض على مجموعة من المخربين عملت على تعطيل الحركة المرورية في شارع خليفة بن سلمان». وأضافت أن «مخربين أحرقوا محولاً كهربائياً في منطقة المقشع ثم تصدوا لسيارات الدفاع المدني بالمولوتوف لمنعها من إطفاء الحريق». وفي طهران، استدعت وزارة الخارجية أول من أمس القائم بالأعمال البحريني للاحتجاج على تظاهرة معادية أمام سفارتها في المنامة لمناسبة الذكرى الأولى للاحتجاجات. وقالت الوزارة في بيان إن «إيران احتجت لدى القائم بالأعمال البحريني على تجمع عدد من الأشخاص المعروفين أمام سفارتها في المنامة رددوا شعارات معادية لأمتنا». واعتبرت أن التظاهرة «غير مقبولة» وطلبت من سلطات البحرين العمل لمنع تكرار مثل هذه الأعمال.