رحّبت القاهرة أمس بطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الكونغرس الإبقاء على المساعدات المقدَّمة إلى مصر كما هي من دون تخفيض، في وقت علمت «الحياة» أن عضو الكونغرس الأميركي جون ماكين سيبدأ زيارة للقاهرة الاثنين المقبل على رأس وفد برلماني حيث يلتقي رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان ومسؤولين آخرين. وقالت مصادر مسؤولة ل «الحياة» إن المحادثات المصرية - الأميركية ستركز على العلاقات بين البلدين وضرورة «الابتعاد عن التصعيد» والعمل على «عودة العلاقات إلى طبيعتها وإنهاء التوتر الذي شابها» في الفترة الماضية. وأفيد أن ترتيبات تُجرَى للقاء يجمع ماكين برئيس البرلمان المصري سعد الكتاتني، وأعضاء في البرلمان. وفي مؤشر قوي إلى قرب إنهاء أزمة الأميركيين المحتجزين في مصر على خلفية قضية تمويل المنظمات الحقوقية والمتهم فيها 43 شخصاً بينهم 19 أميركياً، سمحت السلطات المصرية للبريطانية ديان دياكون التي كانت قيد التحقيقات في القضية ذاتها بالسفر إلى بلادها بعدما كانت منعتها من المغادر. وزيارة ماكين للقاهرة هي الرابعة من نوعها منذ الثورة التي أطاحت نظام الرئيس السابق حسني مبارك قبل سنة. وأفيد أنه سيُجري محادثات وُصِفت ب «المهمة» مع المسؤولين المصريين وعلى رأسهم رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي ونائبه رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان. وسبق لمسؤول مصري أن انتقد تصريحات أدلى بها ماكين وأعضاء آخرون في الكونغرس الأميركي في شأن المساعدات التي تتلقاها مصر. وقال مصدر مسؤول ل «الحياة» إن الزيارة هذه المرة تختلف عن المرات السابقة كونها تأتي في أعقاب توتر شاب العلاقة بين البلدين على خلفية التلويح بخفض أو قطع المساعدات وقضية منظمات المجتمع المدني التي تم خلالها إحالة 19 أميركياً يتقدمهم سام راي لحود، نجل وزير النقل الأميركي، على محكمة الجنايات. وكان الرئيس أوباما استبق زيارة ماكين للقاهرة بتقديم اقتراح إلى الكونغرس يطلب فيه الحفاظ على حجم المساعدات العسكرية السنوية المقدَّمة إلى مصر عند مستواها نفسه خلال السنوات الماضية، أي ما قيمته 1.3 بليون دولار. وثمَّن مصدر مصري مسؤول خطوة أوباما، فيما توقعت دوائر قريبة من الحكم «قرب إنهاء ملف تمويل المنظمات الحقوقية». وأكد المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع أن القضاء المصري هو صاحب الكلمة في قضية التمويل الأجنبي. ودعا في تصريحات صحافية، أمس، الغرب إلى أن «يحترم مؤسسات مصر كما يحترم مؤسساته»، مشدداً على رفض أي محاولة تأثير في القضاء. وقال بديع «إن الذين يحاكمون من الأميركيين في مصر كانوا يعملون بصورة غير قانونية على أرض مصر»، متباهياً بأنها المرة الأولى في التاريخ التي تقوم مصر بمحاكمة أميركيين على أخطاء ارتكبوها.