ترك العشرات من طلاب جامعة بيرزيت قرب رام الله في الضفة الغربية أمس محاضراتهم، وتوجهوا في باصات الى مقر المحكمة العسكرية الاسرائيلية في معسكر للجيش يقع الى الغرب من مدينة رام الله، للتظاهر تضامناً مع الأسير خضر عدنان (33 عاما) الذي يواصل إضرابه عن الطعام منذ 59 يوماً. وكانت محكمة استئناف عسكرية إسرائيلية رفضت أمس طلب الاستئناف لإطلاق الأسير، وثبتت التوقيف الإداري لمدة أربعة اشهر. وقال محاميه جواد بولص لوكالة «فرانس برس»: «وضع عدنان الصحي سيء، والأطباء يخشون من رد فعل لقلبه، وهو موصول بجهاز مراقبة القلب منذ امس» الأحد. وتابع: «إن قرار قاضي المحكمة الكولونيل موشيه تيروش كان قراراً أعمى، إذ قال في قراره عن إضراب عدنان انه هو الذي قرر الإضراب عن الطعام، وهو الذي يستطيع إيقافه، وهو الذي يعمل الخير لنفسه، وهو الذي يعمل الشر لنفسه، بمعنى انه هو المسؤول عن موته». وأضاف المحامي: «سأقدم استئنافاً إلى المحكمة العليا، وسأزوره الثلثاء في مستشفى صفد». وسبقت القرار تظاهرة للطلاب امام مقر المحكمة، حيث شرعوا برشق المعسكر والجنود بالحجارة، فدارت مواجهات عنيفة مع الجنود الذين أطلقوا عشرات القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاط، موقعين بينهم جرحى ومصابين. وهذه التظاهرة واحدة من عشرات التظاهرات والاعتصامات التي تعم الاراضي الفلسطينية منذ أسبوعين تضامناً مع الأسير عدنان، إذ شهد محيط المحكمة أربع تظاهرات شارك فيها المئات من الناشطين الذين رفعوا في إحدى المرات «تابوت موتى»، في إشارة الى المصير الذي ينتظر الأسير الذي يواصل إضرابه عن الطعام بعناد اسبارطي. وكانت السلطات الاسرائيلية اعتقلت خضر عدنان، وهو أب لطفلتين ويتحدر من قربة عرابة شمال الضفة الغربية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأخضعته الى تحقيق قاس بتهمة الانتماء الى منظمة «الجهاد الإسلامي»، قبل ان تحيله الى الاعتقال الاداري، بحسب ما أفاد محاميه ل «الحياة»، علماً انها هذه المرة التاسعة التي يعتقل فيها عدنان، منها ثلاث مرات اعتقال اداري. والاعتقال الاداري هو حكم يصدره ضابط أمن وتصادق عليه محكمة عسكرية عندما تخفق السلطات في انتزاع أي اعترافات من أي معتقل أو في حال الانتقام من ناشطين سياسيين تخفق في إثبات قيامهم بممارسات أمنية تدينهم في المحاكم الاسرائيلية، مثل ممارسة العنف أو التحريض عليه أو العضوية في منظمة معادية وغيرها. وتستخدم السلطات الاسرائيلية قانون الاعتقال الاداري الذي ورثته عن الانتداب البريطاني، على فلسطين منذ الأيام الاولى لاحتلالها. وقال رئيس نادي الأسير قدروة فارس ل «الحياة» ان عدد المعتقلين الذين فرضت عليهم السلطات الاسرائيلية هذا النوع من الاعتقال يصل الى عشرات الالآف، واستخدمته على نطاق واسع في الانتفاضة الاولى حين وصل العدد الى عشرة آلاف معتقل اداري في وقت واحد، علماً ان عدد المعتقلين إدارياً يصل اليوم الى 312 أسيراً. وقالت عائلة عدنان ومحاميه إنه مصمم على مواصلة الاضراب بهدف إجبار السلطات الاسرائيلية على وقف استخدام الاعتقال الاداري. وقال المحامي انه أبلغ السجانين بأنه لن يتراجع حتى لو أدى ذلك الى وفاته، مؤكداً ل «الحياة» أن الأسير لم يتناول منذ 59 يوماً أي نوع من الطعام والشراب سوى الماء. وقال ان القانون يتيح له تناول الحليب، لكنه يرفض ذلك للتأكيد على تصميمه على المضي في معركته الى النهاية. وتحتوي رسائل عدنان الى زوجته وطفلتيه على شحنات ومفاهيم إيمانية عميقه في شأن خطوته التي تثير قلق الكثيرين على مصيره. وتحول عدنان في خطوته هذه التي تعكس إرداة ستثنائية، الى إيقونة لدى الفلسطينيين الذين يقدرون عالياً العمل الوطني ضد الاحتلال بصرف النظر عن الانتماء السياسي لأصحابه، فانتشر التضامن معه الى مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا «فايسبوك» حيث يضع عشرات الناشطين صور الاسير وبوسترات وشعارات وأخبار عنه. كما نشرت وسائل الاعلام الفلسطينية أمس رسالة من الاسير عدنان يؤكد فيها انه ماض في اضرابه عن الطعام حتى «النصر أو الشهادة».