تتّجه المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي إلى تمديد مهلة لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف، تنتهي الأحد المقبل، إذ قدّم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اقتراحاً في هذا الصدد، وأعلن نظيره الأميركي جون كيري انه سيناقشه مع الرئيس باراك أوباما، متحدثاً عن «فجوات حقيقية جداً» تعرقل التوصل إلى تسوية. (للمزيد) وعقد كيري أمس اجتماعاً رابعاً مفاجئاً مع ظريف، تلاه لقاء ضم الأخير ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون. وكان كيري ونظراؤه في فرنسا وبريطانيا وألمانيا شاركوا الأحد الماضي في لقاءات مكثفة مع الوفد الإيراني في العاصمة النمسوية، في محاولة لتسوية مشكلات تعرقل إبرام اتفاق نهائي. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسي قوله إن لقاءات كيري- ظريف تمحورت حول القضية الشائكة لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ويمكنه لدى استكمال تشييده إنتاج بلوتونيوم يكفي لصنع قنبلة ذرية. وأشار ظريف إلى «خلافات جدية» في المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مستدركاً أن مسودة اتفاق نهائي «تحسنت كثيراً» أخيراً. ورأى أن ثمة «ميلاً (لدى الدول الست) إلى أن مزيداً من الوقت قد يكون مفيداً»، في إشارة إلى احتمال تمديد المفاوضات. وزاد: «حقّقنا تقدّماً كافياً يمكّننا من إبلاغ رؤسائنا السياسيين أن هذه العملية تستحق المتابعة. هذه توصيتي، وأثق بأن الوزير كيري سيطرح الاقتراح ذاته». وكان ظريف حض الولاياتالمتحدة على «اتخاذ قرار سياسي» لإخراج المفاوضات من «طريق مسدود مصطنع، ومبني على أسس غير منطقية، من اجل إبرام اتفاق شامل». وأوضح أن هناك قرارات ضرورية ل «معرفة ما هي الحلول» المتاحة وتقرير «ما الحل الذي يمكن أن يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق». ولمّح ظريف في مقابلة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن طهران يمكن أن تحتفظ ببرنامج التخصيب عند مستوياته الحالية ل3-7 سنوات، قبل أن تطوّره. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن واشنطن تريد أن تستمر القيود لأكثر من عقد. إلى ذلك، أعلن عباس عراقجي، نائب ظريف، أن إيران تعارض اقتراح الدول الست «إلغاءً جزئياً للعقوبات». وزاد: «لو أرادت الدول الست أن تتخذ إيران خطوات ثابتة، عليها أيضاً أن تتخذ هذه الخطوات وتلغي كل العقوبات». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عضو في الوفد الإيراني المفاوض قوله: «يمكننا إبرام اتفاق، إذا توقّف الطرف الآخر عن تقديم مطالب مفرطة وإنكار الحقائق». في المقابل، تحدث كيري عن «تقدّم ملموس في شأن قضايا أساسية»، مستدركاً أن ثمة «فجوات حقيقية جداً في شأن قضايا رئيسة أخرى». وأضاف: «أمامنا عمل كثير، وسيواصل فريقنا العمل بكل جدية لمحاولة التوصل إلى اتفاق شامل، يبدّد مخاوف المجتمع الدولي» من البرنامج النووي الإيراني. وتابع: «أوضحنا في شكل لا لبس فيه، أن عدد 19 ألف جهاز (للطرد المركزي) المشغلة الآن ضمن البرنامج النووي الإيراني هو كثير جداً». وقال كيري: «سأعود إلى واشنطن لأناقش مع الرئيس أوباما وقادة الكونغرس خلال الأيام المقبلة، احتمالات التوصل إلى اتفاق شامل، إضافة إلى المسار المقبل إذا لم نتوصل إلى اتفاق بحلول 20 تموز (يوليو)، بما في ذلك مسألة هل يجب تخصيص مزيد من الوقت، وذلك استناداً إلى التقدّم الذي حققناه وكيفية سير الأمور».