أعلن الجيش الإسرائيلي انه يستعد لاحتمال حصول تدهور خطير في سورية وفقد الحكومة السيطرة على الأمور هناك والانعكاسات الممكنة لذلك على حدود الجولان السوري المحتل. وأوضح الجيش انه عزز قواته على طول الحدود السورية مدعياً أن الفترة الأخيرة شهدت حوادث عدة «استفزازية» بينها إلقاء الغام من الجانب السوري إلى الجانب الإسرائيلي واقتراب عشرات السوريين من المناطق الحدودية. ووفق السيناريو الإسرائيلي فإن الأوضاع الحالية في سورية «تنذر بتصعيد يؤدي إلى فقد القدرة على السيطرة وبالتالي تكثيف الأعمال الإرهابية التي قد تصل إلى مناطق الحدود مع إسرائيل». وفي جانب آخر من السيناريو فإن «تدهور الأوضاع قد يدفع النظام السوري إلى تنفيذ حملة عسكرية يائسة لصرف الأنظار عما يحصل لديه». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس عن جهات عسكرية رفيعة المستوى تحذيراتها السوريين من «رد فعل إسرائيلي غير منضبط» على أي تحرش على الحدود. وطبقاً للصحيفة فإن أحد السيناريوات التي يأخذها الجيش في حساباته يتناول احتمال أن يفقد النظام السوري السيطرة على المواطنين في عمق الجولان (غير المحتل) ما من شأنه أن يقود إلى استئناف النشاطات الإرهابية ضد إسرائيل «على غرار ما يحصل حالياً في سيناء المصرية»، على الحدود الجنوبية للدولة العبرية. وثمة سيناريو ثان يتناول احتمال أن يجد النظام السوري نفسه في مأزق شديد يقوده إلى القيام بعمل عسكري في الجولان بهدف صرف الرأي العام المحلي والعربي إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف أخيراً دورياته على الحدود تحسباً لوضع يتم فيه اندلاع النيران. مع ذلك، أشارت الجهات الأمنية إلى أنه لا توجد مؤشرات إلى الآن إلى أن النظام السوري فقد سيطرته في المناطق المحاذية لإسرائيل، «وإن كانت هناك بعض الدلالات على تراجع سيطرته»، مثل بعض الحالات التي قذف سوريون ألغاماً باتجاه الحدود أملاً بأن تتفجر تحت إحدى المركبات العسكرية الإسرائيلية، أو قيام مواطنين سوريين قريبين من الحدود بتكثيف مراقبتهم لتحركات الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل، أو قيام سوريين باقتحام مواقع للجيش السوري في الشطر غير المحتل من الجولان لسرقة عتاد عسكري وغذاء، «وهي ظواهر لم تحصل من قبل». ووفق الجهات الأمنية فإن ردع أجهزة الأمن السورية للمواطنين السوريين قد يتحول فجأة ومن دون سابق إنذار إلى فقدان سيطرة تامة تستوجب تأهب الجيش الإسرائيلي، «كل ذلك مع التأكيد على أنه في الوقت الراهن لا توجد مؤشرات إلى انهيار محتمل للجيش، بل نلحظ أن الجيش يواصل مهماته كالمعتاد ويتحصن ويواصل عمليات الحفر على الحدود، وليست هناك معلومات عن منشقين عن الجيش أو عن مشاكل انضباط في الجيش السوري في هضبة الجولان». وتزامن الإعلان الإسرائيلي مع قرار اتخذته قيادة الجيش بوقف العمل في إنتاج بطاريتين من نظام «القبة الحديد» لاعتراض الصواريخ. وكان متوقعاً أن يحصل الجيش على البطاريتين خلال الأشهر القريبة لنصبهما في منطقتي الجنوب والشمال، لكنه اتخذ قراره في إطار الحملة التي يقودها للحصول على المزيد من المخصصات الدفاعية ومنع تقليص موازنته، مهدداً باتخاذ قرارات إضافية تتعلق بمختلف نشاطاته العسكرية. وذكر مسؤول عسكري أن سلاح الجو قرر أيضاً وقف عمل طائرات مراقبة من النوع الذي يشكل جزءاً مهماً من نظام قواته. ورأى عسكريون في هذا القرار خطوة غير مسبوقة تمس باستعدادات سلاح الجو لأي حال طارئ.