تحطّمت طائرة تدريب عسكرية من طراز «أف-4» أمس، في إقليم فارس جنوبإيران، ما اسفر عم مقتل طيارَين كانا على متنها. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن الطائرة تحطّمت بعد وقت وجيز على إقلاعها من قاعدة عسكرية في شيراز التي تبعد 680 كيلومتراً جنوبطهران. وقال مسؤول عسكري محلي أن تحقيقاً فُتح في الحادث. على صعيد الملف النووي، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن طهران يمكن أن تقبل صفقة مع الغرب تجمّد قدرتها في تخصيب اليورانيوم على المستويات الحالية لسنوات، شرط التعامل معها بعد ذلك مثل أي دولة أخرى تملك برنامجاً نووياً سلمياً. وتريد إيران أن تُفرض القيود على برنامجها الذري لفترة وجيزة، ربما 3-7 سنوات، علماً أن الولاياتالمتحدة تتحدث عن فترة لا تقلّ عن عقد، يمكن لطهران بعدها إنتاج وقود نووي قدر كما تشاء، كونها دولة موقّعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، طالما أنها تلتزم قواعد التفتيش المنصوص عليها في المعاهدة. ووصف ظريف اقتراحه بأنه «مبتكر»، قائلاً: «يمكنني أن أعمل على تسوية، بحيث نحافظ على مستوياتنا الحالية» في التخصيب. لكن الصحيفة أشارت إلى أن الاقتراح يجعل إيران تحتفظ بأجهزة الطرد المركزي التي تملكها، وتُستخدم في التخصيب. واتهم ظريف الغرب بمحاولة تخريب مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، من خلال تغيير مكوّنات نظام التبريد، في خطوة حذر من أنها ربما أدت إلى «كارثة بيئية». في السياق ذاته، نسبت وكالة «رويترز» إلى ديبلوماسيين قولهم إن الوفد الإيراني المفاوض في فيينا فوجئ بخطاب ألقاه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران على خامنئي أخيراً، تضمّن تفاصيل عن البرنامج النووي لإيران ومطالبها في شأنه. وكان المرشد رفض محاولات الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لتقليص برنامج طهران في تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى حاجتها ل190 ألف وحدة عمل فاصلة لتشغيل محطاتها الذرية. وقال ديبلوماسي غربي ل «رويترز» إن الوفد الإيراني بدا «مصدوماً» من تصريحات خامنئي قبل انتهاء مهلة لإبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. ونسبت إلى «مصدرين إيرانيين» تأكيدهما الأمر. ووَرَدَ في تحليل أعدّه جهاز استخبارات غربي لكلمة خامنئي، أن «تصريحاته لم تكن منسقة مع وفد التفاوض الإيراني في فيينا، وهدفها تقليص قدرته على التفاوض بفاعلية». وتابع أن تلك التصريحات «هدفها توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن فريق التفاوض ليس مخولاً تقديم تنازلات في اكثر القضايا المطروحة للنقاش حساسية، وفوق كل شيء قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم». ونسبت «رويترز» إلى «قريب» لخامنئي تبريره تصريح الأخير، قائلاً: «المرشد فوق كل الفصائل السياسية، وشعر بضرورة تحديد الخطوط الحمر علناً، لتجنّب أي سوء فهم من الجانبين في المحادثات. تضمّنت كلمته نقاطاً فنية واضحة، والآن يفهم الجميع بوضوح، من الإيرانيين أو غيرهم، ما هو قابل للتفاوض وما هو ليس كذلك». في غضون ذلك، وزّع عضوا مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطي روبرت مننديز والجمهوري ليندساي غراهام رسالة على زملائهما، تحضهم على دعم مطالب بالضغط على إيران لتقبل بشروط صارمة في المفاوضات النووية، قبل موافقة الكونغرس على تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وتشمل هذه الشروط قبول طهران خضوعها لعمليات التفتيش لعقدين على الأقل، لتثبت «براءتها» من أي أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي. إلى ذلك، أوردت مجلة «تايم» الأميركية أن دراسة أعدّها «المجلس الوطني الإيراني – الأميركي» أفادت بأن العقوبات الأميركية على طهران حرمت الولاياتالمتحدة 175 بليون دولار من عائدات تصدير محتملة، منذ عام 1995.