واشنطن - أ ف ب - يعلّق الأطباء في الولاياتالمتحدة آمالهم على الخلايا الجذعية المستخرجة من دم حبل السرة، لمعالجة شكل من أشكال الصمم الخلقي لدى الرضّع، وذلك بعد انطلاق أول اختبار سريري في هذا المجال. وأعطت وكالة الأغذية والعقاقير الأميركية (أف دي آي) الضوء الأخضر لإجراء هذا الاختبار في كانون الثاني (يناير) الماضي. واختير المريض الأول من أصل عشرة مرضى تراوح أعمارهم بين 6 أسابيع و18 شهراً، ليشاركوا في الدراسة. وهذا الاختبار سريري في المرحلة الأولى، وسيجرى في تكساس على مدى سنة كاملة، بهدف تقويم نسبة أمان العلاج الذي يقضي بزرع خلايا جذعية مستخرجة من حبل السرة لدى الطفل لمعالجة الصمم الخلقي. وينتج هذا التشوّه عن تضرر في الأعضاء الحسية مثل خلايا الأذن الداخلية والعصب القوقعي. ويشرح الدكتور جيمس باومغارتنر من جامعة تكساس التي ترعى الدراسة: «يكتسب الأطفال قدرات النطق في الأشهر 18 الأولى وإذا كانوا لا يسمعون لن يتمكنوا من النطق بشكل طبيعي». ويستند قرار إجراء هذا الاختبار السريري إلى دراسة واعدة أجريت على فئران وأظهرت أن زرع الخلايا الجذعية المستخرجة من دم حبل السرة ساهم في إعادة تشكّل بنى الأذن الداخلية لدى هذه الحيوانات. وأدى هذا العلاج الذي يستخدم لمعالجة أنواع أخرى من الأمراض إلى إعادة حاسة السمع إلى بعض الأطفال المصابين بالصمم الإدراكي، ما عزز الآمال في إعادة السمع إلى طبيعته. وهذا بالضبط ما حصل مع فين ماكغراث، وهو صبي في عامه الثاني تضرر دماغه بعدما حرم من الأوكسيجين خلال عملية الولادة التي كانت صعبة، كما توضح والدته لورا. وتقول: «قال لنا الأطباء إنه مهدّد إلى حد كبير بالإصابة بشلل دماغي وبمشاكل في الرؤية والسمع وبتخلف ذهني». وبما أن فين كان بين الحياة والموت، لم يتنبه والداه كثيراً الى الأطباء عندما أعلنوا لهما أنه أيضاً أصمّ ولديه خلايا سمعية متضررة. وبعدما خضع فين لعملية الزرع الأولى عام 2009، لاحظ والداه أن وضعه تحسن بشكل عام وأنه بدأ ينطق ويسمع الأغاني والقصص، على حد قول أمه. أما عملية الزرع الأخيرة فتمت سنة 2010. وبعد أربعة أشهر، خضع فين لاختبار سمعي فجاءت النتائج طبيعية. ويقول الدكتور سامي فخري من كلية الطب في تكساس في هيوستن والذي يدير الاختبار السريري: «هذا العلاج الخلوي قد يعيد السمع إلى طبيعته» لدى هؤلاء الأطفال، معتبراً أن «النتائج الأولية واعدة».