أثار تعميم وجهته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى مجالس التدريب التقني والمهني في المناطق السعودية جدلا واسعاً وآراءً مختلفة بين منسوبي وحدات المؤسسة من أعضاء الهيئة التدريبية. واحتوى التعميم المثير للجدل والذي تسيدت فتح النقاش فيه المواضيع الخاصة بمنتديات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عن إمكان درس التوسع في فتح القبول للبكالوريوس، وإمكان فتح المجال لدراسة الماجستير والدكتوراه. واعتبر الأعضاء أثناء نقاشهم أن هذا التعميم يأتي في الوقت الذي لم تحافظ المؤسسة فيه على كوادرها من حملة الدكتوراه والذين يتجاوز عددهم 200 أكاديمي، حيث هاجرت واتجهت غالبيتهم إلى مؤسسات التعليم العالي بحثاً عن الحوافز والمميزات وتطوير شهاداتهم العلمية وتولي مناصب قيادية في قطاعات حكومية وخصوصاً داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى عدم إتاحة المؤسسة لمنسوبيها من حاملي الماجستير لمواصلة حصد الشهادات العليا. ونص التعميم (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) على: «أشير إلى ما ورد ضمن توصيات محضر اجتماع لجنة النواب ال26 في 30/1/1433ه في موضوعه التاسع والمؤيد من جانب المحافظ بخصوص تشكيل لجنة لدراسة إمكان التوسع في القبول ببرنامج البكالوريوس». وتابع: «تم تشكيل اللجنة برقم 413674 في شهر صفر الماضي برئاسة نائب المحافظ وعضوية عدد من الزملاء من مديرين عامين ورئيس مجلس وعميد، حيث اجتمعت هذه اللجنة في لقائها الأول، ومن بين الأمور التي أوصى بها هذا اللقاء أهمية استطلاع الميدان عن مدى القدرة والإمكان للكليات التقنية التي تقع في نطاق المجالس في تنفيذ برنامج البكالوريوس مع الأخذ في الحسبان الإمكانات الآتية وهي: المدربون والمكان والتجهيزات والخدمات المساندة والمكتبة وتقنية المعلومات وزمن التنفيذ أي متى برأيكم الوقت المناسب للشروع في ذلك لو افترضت فترة زمنية لذلك بدءاً من العام المقبل حتى عام 1439ه». وتساءل التعميم: «هل أي من الكليات التقنية في مجالسكم قادرة على تقديم درجتي الماجستير والدكتوراه خلال الفترة الزمنية الموضحة سابقاً»؟ وأضاف: «كما يعلم الجميع أن المؤسسة لديها تجربة بدأتها في مرحلة البكالوريوس في الكلية التقنية بالرياض منذ 1409ه، حيث صدرت موافقة المقام السامي على تطوير الكلية التقنية بالرياض ومدة فترة التدريب فيها أربع سنوات وتمنح درجة البكالوريوس في الهندسة التقنية وتمنح خريجيها من المميزات ما يمنح لخريجي كليات الهندسة في المملكة». وفي الوقت الذي طلب التعميم من المجالس في المناطق الرد خلال أسبوع، تباينت الآراء من خلال منتديات المؤسسة حول هذا التعميم، إذ علق أحد الأعضاء، متسائلاً لماذا تم انسحاب جميع الكوادر من المؤسسة إلى وزارة التعليم العالي، والآن يتم السماح بمواصلة الماجستير والدكتوراه؟، وتساءل هل هذه التناقضات سببها القرارات الارتجالية والخلل الإداري؟ وتأتي هذه التطورات في ملفات التعليم التقني وفتح مجال الماجستير والدكتوراه في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بعد أيام من تصريحات نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف والذي أكد فيها أن وزارته تدرس حاليا إنشاء جامعات تقنية تمنح شهادة البكالوريوس، وقال: «إن هذا المشروع تحت الدراسة الآن وأتصور أن يتم تطبيقه في القريب العاجل». وتحدث عن مستقبل الكليات والمعاهد التقنية وخريجيها، مشيراً إلى أنه لا يرغب في الدخول في مستقبلها لأنها تحت مظلة مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، وأردف قائلاً: « نرغب حالياً في جامعات تقنية تخرج إلى الوجود، لأن هناك ضرورة ملحة إليها وإلى شهادات بكالوريوس تقنية وليست دبلومات».