طهران، واشنطن، نيودلهي، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب - قاوم رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس، ضغوطاً مارسها الاتحاد الأوروبي، لتقلّص بلاده تبادلها التجاري مع طهران. ويصل الى إيران غداً، مبعوث من الصين التي جددت تمسكها بتسوية سلمية للملف النووي. وفي واشنطن، رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن محادثاته الأخيرة مع الإيرانيين تثبت أنهم مستعدون لاستنئاف المفاوضات مع الدول الست المعنية بالملف، وقال: «ايران رأت ان ثمة حاجة للتفاوض. أنا اكثر تفاؤلاً هذه المرة». وحذر من أن شنّ هجوم على طهران سيشكّل «كارثة، ويجب ألا يكون خياراً، خصوصاً خلال هذا التحوّل التاريخي في منطقتنا... ولن نساند مطلقاً، أي هجوم عسكري». وفي بروكسيل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس فوغ راسموسن أن تركيا هي التي عرضت على الحلف استضافة راداره للإنذار المبكر، في إطار «درع صاروخية» لمواجهة تهديد الصواريخ الباليستية الايرانية. واعتبر ذلك «مثالاً على التضامن بين أعضاء الحلف»، مشيراً الى أن قاعدة للحلف في إزمير على ساحل بحر إيجه، ستُحوّل مقر قيادة للقوات البرية التابعة ل «الأطلسي». وتحيي إيران اليوم، الذكرى ال 33 للثورة التي اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي أنها تشكّل «ولادة جديدة للإسلام»، مؤكداً أنها «بقيت صامدة، ونمت وزادت قدرتها، على رغم الضغوط والمؤامرات». كما رأى في أحداث المنطقة «فرصة فريدة للأمة الإسلامية». الى ذلك، أعرب رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي عن «قلق عميق» إزاء البرنامج النووي الايراني، وطلب خلال قمة الهند والاتحاد في نيودلهي، من سينغ «استخدام نفوذ بلاده لإعادة طهران الى طاولة المفاوضات». وقال: «لتحقيق ذلك، تجب ممارسة ضغوط إضافية على ايران، وتشديد العقوبات عليها». لكن سينغ دافع عن العلاقات التجارية بين نيودلهي وطهران، قائلاً: «ايران جار قريب، ومصدر مهم لنا في قطاع الطاقة». وأقرّ ب «مشاكل مع البرنامج النووي الايراني... ونعتقد بأن هذه المسألة تمكن تسويتها من خلال إتاحة أقصى مساحة للديبلوماسية». وترفض الصين والهند اللتان تشتريان 40 في المئة من الخام الايراني، تنفيذ حظر غربي على استيراد النفط من طهران، وفرض عقوبات على مصرفها المركزي. وجاء موقف الهند بعد ساعات على إعلان الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ان بلادها «تعمل مع دول، بينها الهند التي لديها علاقات نفطية قوية مع ايران، لتشجيعها على تقليص اعتمادها على الخام الايراني». وأعلن ناطق باسم الخارجية الصينية أن ما جاوشو، نائب وزير الخارجية الصيني، سيتوجّه غداً الى طهران، في زيارة يناقش خلالها البرنامج النووي. وأضاف: «دعونا دائماً الى الحوار والتعاون، بوصفهما السبيل المناسب الوحيد لتسوية الملف النووي الإيراني. نحن مستعدون للتعاون مع جميع الأطراف المعنيين، لاستئناف المفاوضات سريعاً بين ايران والدول الست» المعنية بالملف. في غضون ذلك، أعلن قائد البحرية الايرانية الأميرال حبيب الله سياري استلام غواصتين خفيفتين من طراز «الغدير»، مشيراً الى أن البحرية تنتج مدمرة من طراز «جماران - 2»، فيما أكدت إسرائيل أنها اختبرت بنجاح راداراً متطوّراً لنظام «آرو» للدفاع الصاروخي الذي تطوّره بالتعاون مع واشنطن، وهو مُصمّم لاعتراض صواريخ قد تطلقها إيران على الدولة العبرية. في السياق ذاته، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوغوف» التي تتخذ لندن مقراً، ونشرت نتائجه صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» ان 44 في المئة من الأميركيين يؤيّدون شنّ هجوم على ايران، في مقابل معارضة 35 في المئة. وفي أوروبا، تتراجع نسبة تأييد أي ضربة، لكن 70 في المئة من الأوروبيين يعتقدون بأن طهران تنوي صنع سلاح نووي، في مقابل 64 في المئة لدى الأميركيين.