لندن، واشنطن -»الحياة»، أ ف ب - أعلن منشقون سوريون أنهم بحاجة لمزيد من الأسلحة وليس إلى قوات أجنبية لتسليح عشرات آلاف المقاتلين وبينهم منشقون عن الجيش السوري من أجل الإطاحة ب «آلة الموت» التابعة للنظام. يأتي ذلك فيما قالت مصادر سورية مطلعة إن تحركات بدأت داخل قوى المعارضة من أجل السيطرة على الخلافات بين المسؤولين العسكريين المنشقين في سورية. وفي بث مباشر نادر عبر الإنترنت إلى واشنطن من موقع غير محدد في محيط دمشق، أعلن ضباط في «الجيش السوري الحر» أن الولاياتالمتحدة خصوصاً يجب أن تشدد سياستها إزاء النظام السوري وأن تجد سبلاً لإرسال بنادق وقاذفات صواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة إلى المنشقين. وقال ضابط في «الجيش السوري الحر» أشار إلى أن اسمه محمد أمام نحو 50 شخصاً من بينهم مراسلون وخبراء في شؤون الشرق الأوسط شاركوا في اجتماع في العاصمة الأميركية «النقطة الأساسية هي الدعم اللوجستي المادي. يمكننا أن نقوم بذلك بمفردنا، نحن لا نطلب أي قوات». وأضاف: «نريد دعماً عسكرياً وذخيرة. العديد متوافر لدينا ولكن ينقصنا بالتحديد السلاح». وتابع الضابط المنشق السوري أن أهالي مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية منذ عدة أيام يواجهون أزمة إنسانية «كارثية» يمكن أن تتدهور في الأيام المقبلة إذا لم يخفف الجيش طوقه على الطرقات ويسمح بدخول غذاء وغيره من المساعدات إلى المدينة. وتابع الضابط محمد من مقره في شرق دمشق: «لقد سقط مئات الشهداء» جراء القصف على حمص، وأضاف: «لقد رأينا أكثر من ألفي شهيد»، منذ التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي اعترضه فيتو روسي وصيني. وتحول القيود على تحركات الصحافيين دون التحقق في شكل مستقل من هذه الحصيلة. وقال محمد أيضاً: «نحن نواجه إحدى أسوأ آلات الموت في العالم»، موضحاً أن المنشقين الذين ليس عندهم ما يكفي من السلاح يستعملون «أسلحة خفيفة لمهاجمة الدبابات». وأضاف إن المنشقين باتوا يسيطرون على بعض المناطق خصوصاً عندما تقتحم القوات السورية منطقة وتترك أخرى أكثر ضعفاً. وقال: «يمكن أن يصمدوا أسبوعاً أو عشرة أيام لكنهم لا يبقون لفترة طويلة وينسحبون بعدها». وفي إشارة إلى الصعوبات في الاتصال في المناطق المحاصرة في سورية، تخلل البث مشاكل عدة، وتعذر على ضباط آخرين ومسؤولين من المعارضة في حمص المشاركة في الاتصال. وأضاف إن «حزب الله ومقاتلين إيرانيين يدربون السوريين على القمع»، وإن «هناك مخيم للتدريب يديره حزب الله بالقرب من دمشق». ويقول «الجيش السوري الحر» إن عدده يصل إلى 40 ألف مقاتل ومنشق من الجيش النظامي، وإن في منطقة الغوطة ودرعا (جنوبدمشق) هناك «قرابة 20 ألف شخص يريدون حمل السلاح». إلا أن عدد المنشقين المسلحين لا يتجاوز المئات بسبب النقص في المعدات العسكرية. وكان السناتور الجمهوري جون ماكين أعلن الثلثاء أن «السبل الديبلوماسية استنفدت بالكامل وأن الوقت حان للتفكير في تسليح المعارضة للنظام السوري». إلا أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية استبعدا الأمر. وصرح جاي كارني الناطق باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلثاء: «لسنا نفكر في تلك الخطوة الآن». وعقبت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند: «لا نعتقد أن إرسال المزيد من الأسلحة إلى سورية هو الحل». إلى ذلك، تحدثت صحيفة «فاينانشنال تايمز» البريطانية أمس عن تحرك من أجل السيطرة على الخلافات بين القادة العسكريين المنشقين في سورية، وعن محاولات زعماء المعارضة السورية تهدئة مخاوف تلك الخلافات من خلال إيجاد تسوية بين القادة العسكريين. وقالت الصحيفة إن زعامة العقيد رياض الأسعد ل «الجيش السوري الحر»، وجدت تحدياً لها متمثلاً بشخصية أعلى رتبة عسكرية هو العميد الركن مصطفى الشيخ. وأضافت الصحيفة إن «المجلس الوطني السوري» يحاول إيجاد تسوية تبقي الأسعد رئيساً لهذه الجماعة، مقابل تشكيل مجلس عسكري أعلى يكون الشيخ رئيساً له. إلا أن الصحيفة تقول إن العقيد الأسعد رفض تلك الجهود، واعتبر المجلس الوطني «خائناً»، بحسب تصريحات أدلى بها إلى تلفزيون القسم العربي في «بي بي سي» عقب الإعلان عن إنشاء «المجلس العسكري الأعلى» برئاسة العميد الركن الشيخ.