طهران، موسكو، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن السفير الايراني لدى روسيا محمود رضا سجادي أمس، أن طهرانوموسكو اتفقتا على «استئناف تعاونهما العسكري والتقني»، لكن روسيا نفت «اتخاذ قرارات» في هذا الشأن. وحذر رضا سجادي الولاياتالمتحدة من أن بلاده قادرة على «شنّ هجمات انتقامية ضدها»، في أي مكان في العالم، إذا تعرّضت لضربة أميركية. وقال إنه ناقش مع ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف الإشراف على المجمّع العسكري - الصناعي، «الدرع الصاروخية» التي يبنيها حلف شمال الاطلسي في اوروبا، واستئناف التعاون العسكري بين طهرانوموسكو. وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «تطرّقنا الى المشاكل المتصلة بالدفاع المضاد للطائرات، واتفق الجانبان على استئناف التعاون العسكري والتقني في إطار القانون الدولي». واتهم الدول الغربية بعرقلة «التدابير البناءة» التي تتخذها إيران، لتسوية ملفها النووي. (راجع ص 9) وأكد روغوزين أنه ورضا سجادي «ناقشا التعاون العسكري والتقني من دون اتخاذ قرارات»، لافتاً الى أن طهران ما زالت ترفض قرار موسكو إلغاء صفقة لتسليمها أنظمة صاروخية مضادة للطائرات من طراز «أس-300». وقال رضا سجادي «ان إيران في وضع جيد جداً يتيح لها شنّ هجمات انتقامية ضد أميركا، في أي مكان في العالم». وزاد في اشارة الى واشنطن: «حتى اذا هاجمت (طهران)، لدينا لائحة بعمليات مضادة، وستشعر بخيبة من خطأها الفادح». لكنه استبعد شنّ هجمات وقائية على دول تسمح باستخدام أراضيها. الى ذلك، اعتبر الجنرال مسعود جزائري، مساعد رئيس الأركان الايراني أن «وضع الإدارة الأميركية ميؤوس منه...ان خبراء استراتيجيين بارزين أعربوا عن اعتقادهم بأن طهران تملك مفتاح الإدارة الأميركية». في السياق ذاته، قال محمد محمدي غلبايكاني، مدير مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، أن الأخير يعقد لقاءات أسبوعية مع القادة العسكريين الايرانيين، يقدمون خلالها تقارير عن نشاطات وأوجه تقصير محتملة، ويتلقون إرشادات خامنئي. في المقابل، اشاد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بتشديد الولاياتالمتحدة عقوباتها على ايران، لكنه تساءل: «هل يكفي ذلك لوقف البرنامج النووي الإيراني؟ لا نرى مؤشرات الى ذلك». وتطرّق الى لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن، مشيراً الى «توافق على أن إيران تشكل أكبر خطر، ويجب منعها بأي ثمن، من امتلاك سلاح ذري». لكن مئير دغان، الرئيس السابق للاستخبارات الاسرائيلية (موساد)، اعتبر أن الدولة العبرية لا تواجه «خطراً وجودياً». ودعا خلال إطلاقه حركة سياسية، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى «عدم الإذعان لضغوط سياسية، حين يتخذ قرارات مصيرية، مثل تنفيذ تدبير ضد ايران». في السياق ذاته، تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» هل تستعد السفارات الأجنبية في اسرائيل، لهجوم محتمل على ايران، بعدما طلب ديبلوماسيون معتمدون لدى الدولة العبرية، من الخارجية الاسرائيلية تزويدهم وعائلاتهم أقنعة واقية من الغاز، كما أعدّوا خطط طوارئ لإجلاء رعايا دولهم من اسرائيل، اذا تعرّضت لهجوم صاروخي. وزوّدت الخارجية الاسرائيلية السفارات، بلائحة لملاجئ، إضافة الى كتيّب توجيهي بالانكليزية، أعدّته قيادة الجبهة الداخلية. ووجّه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز رسالة سلام الى الايرانيين، إذ قال في الكنيست: «لم نولد أعداء، ولا داعي لأن نعيش كذلك. لا تسمحوا لرايات العداء بأن تلقي بظلالها على إرثكم التاريخي. شعبكم يتطلع الى الصداقة والسلام، لا الى النزاع والحروب». في باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن شنّ إسرائيل هجوماً على ايران، «مطروح للنقاش»، لكنه حذر المسؤولين الاسرائيليين من أن «هذا التدخل قد تنجم عنه عواقب يتعذر إصلاحها، لذلك يجب فعل شيء لتجنّبه». وشدد على أن «التدخل العسكري ليس الطريق الصحيح»، واصفاً إمكان امتلاك طهران قنبلة نووية بأنه «كارثة تنجم عنها عواقب لا تحصى».