سعى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في المقابلة التلفزيونية التقليدية بمناسبة العيد الوطني أمس والتي جاءت بعد شهرين على توقفه عن الحديث مع وسائل إعلام، إلى تهدئة المواطنين ومنحهم الأمل، وسط أجواء من الاستياء الاجتماعي والبطالة المزمنة وحركة العصيان داخل أغلبيته، والتي أثرت على شعبيته، حيث يتخلف بحسب استطلاعات الرأي بفارق 20 نقطة عن رئيس الوزراء مانويل فالس. ووعد هولاند، في إطار شرحه وتوضيحه آفاق الخط الإصلاحي الذي ينوي تجسيده، بخفض الضرائب «لمئات آلاف» المواطنين في فرنسا عام 2015، داعياً الفرنسيين إلى مواصلة الثقة ببلدهم، فيما أكد انه لم يتدخل أبداً في قضايا الفساد التي يواجهها سلفه اليميني نيكولا ساركوزي، وهو ما لمّح به الأخير. وقال هولاند: «لم أفكر أبداً باستخدام القضاء لغايات سياسية، لأنه أمر مخالف تماماً لمفهومي للديموقراطية ومسؤولياتي. والذين يعتقدون أن الإليزيه يمكن أن يؤثر على القضاء لا يفهمون فقط طريقتي في التفكير بل لا يفهمون طلب المواطنين استقلال القضاء». وشدد على مبدأ افتراض البراءة حتى إثبات العكس، و»هذا المبدأ ينطبق على الجميع من ابسط مواطن إلى مسؤول تولى أعلى مناصب الدولة». إلى ذلك، اكد الرئيس الفرنسي أن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين «لا يمكن أن يستورد» إلى بلاده، على رغم حصول صدامات في باريس أول من امس، بعد تظاهرة لدعم غزة والفلسطينيين. وقال: «لا نريد فلتاناً أو تعدياً أو رغبة في التعدي على أماكن عبادة، سواء كانت كُنُساً كما حصل أول من امس، أو أيضاً مساجد وكنائس ومعابد». وتابع: «لن يكون هناك أي تساهل بالنسبة إلى أي تسلل أو تعدٍّ، وفرنسا تريد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل»، مجدداً دعواته إلى وقف فوري للنار. وقبل المقابلة التلفزيونية، ترأس هولاند العرض العسكري التقليدي للذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى في جادة الشانزيليزيه بمشاركة حوالى سبعين بلداً، حيث ذكّر بمعنى العيد الوطني، متحدثاً عن قيم «الأمة والوحدة». ورفع العرض شعار «جيش قوي وعصري» تجسيداً لطموحات فرنسا السياسية وقدرات جيوشها بالتزامن مع إطلاق عملية «برخان» ضد الإرهاب في الساحل الأفريقي، حيث سينشر 3 آلاف عسكري فرنسي. وكان هولاند قال في خطابه أمام الجيوش أول من أمس، إن «14 تموز (يوليو) اليوم ليس كما الماضي»، مذكراً بأنه قبل مئة سنة قدِم «جنود من العالم لإنقاذنا». وأعلنت باريس أول من امس انتهاء عملية «سرفال» التي أطلقت في مالي في 11 كانون الثاني (يناير) 2013، وهدفت إلى وقف زحف الإسلاميين المسلحين نحو العاصمة المالية باماكو، ودعم القوات الحكومية (انتشار 1700 جندي، قتل منهم ثمانية في ظرف سنة ونصف). وفي الخامس من كانون الأول (ديسمبر) 2013، نفذت فرنسا عملية «سنغاريس» في جمهورية أفريقيا الوس`طى بمشاركة ألفي عسكري دعماً للوحدة الأفريقية (ميسكا) التي تضم 5800 عسكري، بعد تفويض من الأممالمتحدة سمح بتدخل القوات الفرنسية لاستعادة الأمن في بلد يشهد انتهاكات خطرة في حق المدنيين. ولا يزال الجيش الفرنسي منتشراً في أفريقيا الوسطى في انتظار انتشار 12 ألف جندي من القبعات الزرق بدءاً من منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل.