تبرّع أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشح المعارضة لانتخابات الرئاسة في تركيا، بمبلغ مالي لحملتَي خصميه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ورئيس «حزب السلام والديموقراطية» صلاح الدين دميرطاش. لكن أردوغان أعاد المبلغ. وأوردت وسائل إعلام تركية أن إحسان أوغلو تبرّع بألف ليرة تركية (500 دولار) لمنافسَيه، في «خطوة رمزية لتشجيع انتخابات نزيهة ولا يشوبها توتر». وشكر دميرطاش خصمه، إذ كتب على موقع «تويتر» مازحاً: «شكراً يا بروفيسور، ولكن يمكنك أن تمنحني المبلغ كله، إذ أن لدى (المرشح) الآخر (أردوغان) كثيراً» من المال. أما رئيس الوزراء فأعاد المبلغ الذي أودعه إحسان أوغلو بعد إعلان بدء مرحلة جمع التبرعات والمساعدات لحملات انتخابات الرئاسة المرتقبة في 10 آب (أغسطس) المقبل. وقال محام لأردوغان إن «المبلغ المالي أُرجِع إلى صاحبه مشكوراً». إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعدّه مركز «متروبول» للبحوث الاجتماعية والاستراتيجية، أن 32 في المئة فقط من المستطلعين يعرفون إحسان أوغلو، فيما أن 62 في المئة لا يعرفونه. وأشار إلى أن حوالى 47 في المئة من مؤيدي أردوغان، قالوا إنهم لا يعرفون إحسان أوغلو، فيما لفت حوالى 26 في المئة في أنصار المعارضة إلى أنهم لا يعرفونه، ولكنهم سيصوّتون له. وأفاد الاستطلاع بنيل أردوغان 42 في المئة من نيات الاقتراع، في مقابل 33 لإحسان أوغلو و7 لدميرطاش. وتعهد إحسان أوغلو «إزالة كل أنواع الإقصاء والاستقطابات» في تركيا، مشيراً إلى أنه ترشّح ل»زرع بذور المحبة والاحترام والوحدة في الحقل الكبير لتركيا، والتخلّص من الأعشاب الضارة ونزع بذور الكراهية التي يشكو منها المواطنون». ولفت إلى أنه «لمس» خلال لقاءاته الشعبية «رغبة قوية في التغيير»، مشدداً على أن «وحدة الدولة خط أحمر، ووحدة الشعب والدولة والوطن والعلم واللغة الرسمية مسائل فوق مستوى النقاش». وشكّك في اتهامات أردوغان لجماعة الداعية فتح الله غولن بتشكيل «كيان موازٍ» متغلغل في مؤسسات الدولة، معتبراً أن «لا دليل حقيقياً» على أنها صحيحة. ونبّه إلى أن «على جميع موظفي القطاع العام الولاء للدولة، ولا شيء غير ذلك وفق الدستور». كما دافع إحسان أوغلو عن المدارس التي تديرها الجماعة خارج تركيا وتتعرّض لحملة من حكومة أردوغان لإغلاقها، إذ وصفها بأنها «وجه مشرّف لتركيا»، مشيراً إلى أنه زار العديد منها في دول «يثني مسؤولوها عليها وعلى جودة التعليم فيها». في غضون ذلك، أعلن مندريس أتيلا، رئيس بلدية جيلان بينار في إقليم شانلي أورفة جنوب شرقي تركيا، جرح 5 أشخاص بينهم 3 شرطيين، بهجوم على سيارته أثناء عودته من مؤتمر انتخابي لأردوغان. ورجّح وقوف مسلحين من «حزب العمال الكردستاني» وراء المكمن. من جهة أخرى، قدّم قبارصة شكوى جرائم حرب ضد أنقرة أمام المحكمة الجنائية الدولية، إذ يتهمونها بإسكان أتراك في جمهورية قبرص التركية شمال الجزيرة، والتي لا تعترف بها سوى أنقرة. واعتبر النائب الأوروبي القبرصي كوستاس مافريدس الذي رفع الشكوى باسم المجموعة، أن النشاط الاستيطاني يتعارض مع القانون الدولي، لافتاً إلى أنه غيّر إلى حد كبير التركيبة السكانية في شمال قبرص. وساعدت منظمة إسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان، القبارصة في صوغ الشكوى.