سجّل الاقتصاد القطري سنة أخرى من النمو السريع العام الماضي، وعزا «بنك الكويت الوطني» في نشرته الاقتصادية لدول الخليج، هذا النمو إلى «التوسع الجديد في إنتاج الغاز الطبيعي المسيل، وارتفاع أسعار النفط وازدياد الإنتاج في القطاع غير النفطي». ولفت إلى بلوغ إنتاج الغاز الطبيعي المسيل 77 مليون طن سنوياً، مشكلاً عاملاً رئيساً في تحقيق هذا النمو السريع في السنوات العشر الماضية». كما تحقق قطر تقدماً في «استخدام المنتجات المرتبطة بذلك وتسويقها، منها مشاريع سوائل الغاز الطبيعي وعمليات التكرير والتسويق مثل البتروكيماويات والأسمدة». ولاحظ «بنك الكويت الوطني» في تقريره، أن قطر «تبذل جهوداً كبيرة لتنويع القطاع غير النفطي وتطويره، كما هو واضح في استراتيجية التنمية الوطنية 2011 – 2016 ، و «رؤية قطر الوطنية 2030». ومع إنفاق أكثر من 125 بليون دولار على مدى خمس سنوات، ستؤمّن الحكومة 65 بليوناً منها. وسيقود الاستثمار في البنية التحتية (يشمل الإنفاق على المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2022) والتصنيع، النمو في القطاع غير النفطي إلى جانب الخدمات المالية والتجارة والسياحة». ورجح البنك نمو الناتج بالأسعار الثابتة 19.9 في المئة العام الماضي، وأن يسجل نمواً قوياً آخر ولو بوتيرة أقل عند 9.8 في المئة هذه السنة، بعد انتهاء مشروع توسيع تسييل الغاز الطبيعي ومشاريع الغاز المرتبطة بذلك (منها تحويل الغاز إلى سوائل)». ولم يستبعد أن «ينمو إنتاج الغاز بنسبة 7 في المئة هذه السنة، وأن يثبُت إنتاج النفط على 0.8 مليون برميل يومياً في العامين المقبلين». وفي قطاع الاستهلاك، أوضح «بنك الكويت الوطني»، أن يبقى مؤشر أسعار الاستهلاك «متأثراً بتراجع أسعار العقارات (الذي يشكل 32 في المئة من المؤشر) العام الماضي، على رغم إشارات إلى بدء انحسار الضغوط المسبّبة لانخفاضه». ولأن العرض الفائض في القطاع العقاري «سيتراجع تدريجاً فقط، سيستمر تدني أسعار الإيجارات هذه السنة، ما يحد من الضغوط التضخمية الناجمة عن النمو السريع وسياسات التوسع». ولم يتوقع أن «تساهم الزيادة الأخيرة في رواتب المواطنين القطريين والبالغة 60 في المئة، في زيادة معدل التضخم في شكل كبير». لذا قدّر أن يكون 1.9 في المئة العام الماضي و2 في المئة هذه السنة». ورجح التقرير أن تسجل قطر فوائض مالية بنسبة 3.7 في المئة و1.9 في المئة من الناتج المحلي العام الماضي وهذه السنة، نتيجة ارتفاع أسعار النفط وبلوغ إنتاج الغاز الطبيعي المسيل ذروته».