طالب نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، عقب حضوره أول من أمس مسرحية «هوامير مول»، التي تعرض على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، برعاية ودعم أمانة الرياض، وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، ممثلة في الجامعات بضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي والجامعي، وأنهما نواتا المسرح السعودي، ومنطلقات أساسية في تشكيل شخصيته وبزوغ قدرات مسرحية متنوعة. وشدد على أن المسرح أداة حضارية تسهم في خدمة المجتمع بإظهار السلبية ومعالجتها بشكل فني، مبيناً أن وزارة الثقافة والإعلام تدعم المسرح والمسرحيين، سواء من خلال جمعيتهم، أو من خلال الأندية الأدبية، أو المناشط الأخرى، أو تعاون الوزارة مع بعض الجهات الأخرى، التي تهتم بالمسرح وتدعمه وتوظفه في أنشطتها الموسمية أو السياحية. وأثنى الدكتور الجاسر كثيراً على التعاون القائم بين وزارته وأمانة منطقة الرياض، وأن الأمانة تبذل جهوداً ملموسة في دعم الحركة المسرحية وتوظيفها كمتنفس ترفيهي لسكان العاصمة السعودية ضمن برامجها السياحية والاحتفالية والموسمية، معتبراً التعاون بين الإعلام والأمانة مثالياً ومتقدماً يستحق أن يحاكى في تعاونات الجهات الحكومية. وفي ما يتعلق بالنقد الذي شهدته المسرحية والاسقاطات الفكاهية على بعض الجهات الخدمية والشركات التجارية والممارسات الاجتماعية، وصفها نائب وزير الإعلام بأنها مساحيق جمالية تعد ضرورة مسرحية ليكون النص المسرحي جاذباً وقريباً من الجمهور، وأن العمل الفني له رسالة نقدية وعلاجية يسعى إلى تحقيقها وإفادة الجمهور لجانب امتاعه. وامتدح الممثلين المشاركين في المسرحية، معتبراً أداءهم احترافياً أمام الجمهور. ودعا المسرحيين وهواة هذا الفن إلى الاستفادة من الدورات التدريبية التي تقيمها الوزارة، موضحاً وجود اربع دورات خلال هذا العام، ستقام منها اثنتان داخل المملكة واثنتان في الخارج، تستوعب كل دورة عدداً جيداً من الراغبين في تأصيل هذه الهواية والارتقاء بها للمستوى الاحترافي. وأضاف أن وزارته تدعم جمعية المسرحيين وتوليها اهتماماً، وطالب المسرحيين بتفعيلها والعمل على تطويرها بحيث تؤدي رسالتها اتجاه هذا الفن العريق. وفي إجابة على سؤال صحافي حول الأندية الأدبية وما تشهده من خلافات وإعادة انتخابات، اعتبر ذلك أمراً صحياً وأن مساحة الحرية والديموقراطية التي تشهدها هذه الأندية تنتج مثل هذه التغيرات، معتبراً دور وزارة الثقافة والإعلام تنظيمياً وهي مراقب على حراك الأندية بما يحقق المصلحة، مستبعداً إغلاق أي ناد أدبي. وشهدت مسرحية «هوامير مول» حضوراً جماهيرياً متوسطاً نسبة للسعة الكبيرة التي يستوعبها مركز الملك فهد الثقافي، ولم يتوقف معظم الجمهور الذي تغلبت عليه سمة الشباب عن الضحك نتيجة للأسلوب المسرحي الساخر والنقد الذي طاول شركات الاتصالات والتجارة والجمارك والصحة ومراقب البلدية ونظام ساهر وسلوكيات الأفراد. ورمزت شخصيات المسرحية للجنسيات التي تسيطر على الاعمال والتجارة في السعودية، وانتهت إلى أن التجار يعصرون المستهلكين في مشهد رمزي معبر. يذكر أن مسرحية «هوامير مول» من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج خالد الباز وبطولة كل من بدر اللحيد ونايف فايز ومحمد علي، وتمثيل كل من عبدالعزيز الأحمد، فهد العصفور، مجاهد العمري، موسى مجممي، يوسف حاكي، وشاركتهم الفرقة الاستعراضية وهم: محمد، فواز، هاني، عادل.