تأمل إنعام المعروفة (أم أحمد) بالعثور على جثة زوجها الذي غيبته الحرب الأهلية في محافظة ديالى، على رغم مرور أربعة أعوام على اختفائه وتتبع الأخبار عن اكتشاف مقابر جماعية جديدة من دون نتيجة. وتؤكد المرأة البالغة 27 سنة والتي لجأت إلى بيع الملابس النسائية لكسب عيشها وأطفالها الثلاثة أنها أنفقت ما لديها على التنقل بين المحافظات ورشوة العاملين في الطب العدلي مقابل تفحص جثث القتلى منذ عام 2006 بهدف العثور على جثة زوجها. وتضيف: «أسارع إلى تفحص الجثث كلما أعلن العثور على مقبرة في ديالى أو غيرها من المحافظات الأخرى لكنني لم أعثر عليه حتى الآن». وحكاية إنعام ليست فريدة فياسين محمد العبيدي يؤكد أن أمله بالعثور على جثة ابنه كمال الذي قضى في الحرب الأهلية في ديالى قبل ثلاثة أعوام أصبحت شبه مستحيلة خصوصاً أنه كان أحد منتسبي الأجهزة الأمنية. وأوضح أنه «تلقى اتصالاً بعد خطفه بيومين من مجهول طالبه ب100 ألف دولار مقابل استلام جثته». وأضاف: «أرسلت المبلغ مع أحد الوسطاء الذي أبلغني أن جثة ولدي في مكب للنفايات في ضواحي قضاء الخالص لكنني لم أعثر عليه حتى اليوم». ويؤكد مدير منظمة حقوق الإنسان في ديالى طالب الخزرجي أن القوات الأمنية عثرت خلال السنوات الأربع الماضية على 36 مقبرة جماعية فيها 600 جثة، معظمها لضحايا الإرهاب. وكانت أقضية ونواحي ديالى شهدت حرباً أهلية بين ميليشيات سنية وشيعية أدت إلى مقتل وتهجير آلاف المواطنين، وما زالت عشرات الأسر تبحث عن جثث ذويها. ويطالب ذوو الضحايا بتنفيذ أحكام بالمدانين بأعمال قتل وتهجير طائفي. ويؤكد جميل خضير النجم وهو شقيق أحد الضحايا ل «الحياة» أن «تعطيل أحكام الإعدام ساعد في قتل المزيد من الأبرياء وبقاء المدانين من دون تنفيذ الأحكام غير مبرر وعلى القضاء التعجيل بتنفيذ هذه الأحكام».