واشنطن - أ ف ب - قبل مئة عام كانت شركة «كوداك»، التي أشهرت إفلاسها الشهر الماضي، مصدر وحي لفنانين كثر، واستخدم رسامون فرنسيون أمثال بونار وفويار آلاتها لالتقاط صور نادراً ما نشرت لكنها باتت اليوم معروضة إلى جانب لوحاتهما في واشنطن. وتقول اليزابيث إيستون، مفوضة معرض «سنابشوت» (صور سريعة) الذي تنظمه «فيليبس كوليكشن» في واشنطن ويستمر حتى ايار (مايو) المقبل، إن آلة كوداك للتصوير «كانت أشبه بجهاز آي فون في أيامنا هذه». وأضافت إيستون، التي أعدّت هذا المعرض قبل أن تعرف أن الشركة الأميركية الشهيرة ستعلن إفلاسها، أن آلة التصوير هذه «كانت في متناول الجميع، ما سمح للهواة بالتقاط الصور للمرة الأولى في التاريخ». وكانت شركة «كوداك» أطلقت أول آلة تصوير محمولة العام 1888، وكان على المستخدمين إعادتها إلى المصنع بعد التقاط 100 صورة. وبعد اعتماد تقنية الفيلم العام 1895، «تيسّر لهم تظهير الأفلام عند اختصاصيين في جوارهم»، بحسب إيستون. ومن بين هؤلاء الهواة رسامون من الحقبة ما بعد الانطباعية، أمثال إدوار فويار وبيار بونار وموريس دوني وفيليكس فالوتون، التقطوا آلاف الصور التي لم تعرض لهم أبداً في حياتهم، فبقيت غالبيتها في المحفوظات العائلية. ويقدم معرض «ذا فيليبس كوليكشن»، إلى جانب 70 لوحة ورسماً، 200 صورة لسبعة فنانين من بينهم هنري ريفيير والبلجيكي هنري إيفينيبول والهولندي جورج هندريك برايتنر. ويأتي ثلث هذه الأعمال من متحف «أورسي» في باريس، والجزء المتبقي موزع بين مجموعات عامة وخاصة. وتتنوع الصور المعروضة، فهناك تلك التي ألتقطت لغاية التحضير لرسم اللوحات، وتلك التي التقطت خلال إجازات عائلية من دون أن تكون قد استخدمت بالضرورة في اللوحات المرسومة. فهنا صورة لزوجة بونار (مارت) وهي في الحمام أو في الحديقة استخدمت في انجاز رسم زيتي. وهناك صور لأولاد موريس دوني وهم في إجازة، التقطها الرسام كما جميع الآباء الذين يصورون أبناءهم، لكنه استخدمها أيضا في لوحاته. اما هنري ريفيير، فحصل على إذن للصعود الى برج إيفل قبيل إنجازه، والتقط 36 صورة فائقة الحداثة بخطوطها الهندسية شبه التجريدية، وحوّلها إلى ليتوغرافيا.