أكدت رئيسة لجنة الإصدارات في نادي مكة الأدبي الدكتورة أمل القثامي، أن أي عمل جديد غالباً ما يواجه بعض الصعوبات، وأوضحت بخصوص تجربتها في لجنة الإصدارات وما واجهته عند بدأ العمل، قائلة: «بدأت مع مجموعة من الشباب المتحمسين للفكر والثقافة التنويرية، إلا أننا لم نجد أي قواعد وآليات لعمل لجنة المطبوعات السابقة، وهذا أحد المصاعب فاضطررنا أن نبدأ من الصفر، أسسنا لجنة بمهمات جديدة ورؤية شبابية جديدة، وضعنا خطط وعقدنا شراكة خارجية مع دار الانتشار في بيروت، صممنا شكل مخرجاتنا الطباعية وحرصنا على إخراجها بستايل رشيق وجذاب، ورسمنا خط سير للكتب واضح ومنظم منذ تسلمها من المؤلف إلى إرسالها للدار، كما اتجهنا إلى فتح قنوات تواصل عصرية للجنتنا في «تويتر» و«فيسبوك» ودعونا الشباب والمثقفين لبعث إبداعاتهم عليها». وفي ما يخص عملية اختيار اللجنة للكتب قالت القثامي ل«الحياة»: «عملية الاختيار تخضع لاعتبارات متنوعة أبرزها استكتاب المؤلفين ودعوتهم إلى نشر أعمالهم، ولا نكتفي بذلك بل نتواصل مع المثقفين ونستقبل إبداعاتهم، وبخصوص عملية الاختيار للكتب التي تصلنا هناك خطوات أولية نقوم بها كقراءة العمل قراءة مبدئية، وإذا استحق أن يحال للتحكيم حكم أو نعتذر لمؤلفه، أذكر أن امرأة كبيرة في السن جداً أرسلت للجنة كتاباً مخطوطاً بيدها، عبارة عن نسخ لأدعية حصن المسلم فكان من الطبيعي أن نستبعده». وعن توجه لجنة الإصدارات في نادي مكة الأدبي، أوضحت أن توجهات اللجنة «غالباً ما تضع خطة لمطبوعاتها تخضع لرؤيتها وأهدافها كالتركيز على الإبداع الأدبي والنقدي ودعم الشباب، ومن أهداف اللجنة في الاختيار دعم مؤلفينا الكبار الذين يعزفون عن جمع كتاباتهم أمثال معجب الزهراني وسعاد المانع ولمياء باعشن، ولقيت هذه الفكرة قبولاً كبيراً لدى المثقفين». وفي ما يتعلق بتجاوب الكتاب معهم قالت الناقدة أمل القثامي: «لا أستطيع أن أعطي حكماً مطلقاً على تجارب الكتاب معنا، لأن الأمر يخضع لاعتبارات كثيرة، ولكنه جيد نوعاً ما ومتعب وشاق في الوقت نفسه، لن أنسى تعبي مع الدكتور معجب حتى أقنعته بنشر كتابه». وأكدت قبول اللجنة كتب لكتاب عرب، «نعم هناك إمكان لطباعة كتب لمبدعين عرب، طبعنا للدكتور العراقي عبدالله إبراهيم «الترجمة والسرد»، وفي العام نفسه فاز عبدالله إبراهيم بجائزة الملك فيصل في الدراسات السردية، وطبعنا «موسيقى الشعر» للدكتور المصري محمود حجازي». أما كيف تنظر الدكتور أمل القثامي لجهود الأندية الأخرى في مجال الإصدارات، فتقول: «الأندية الأخرى متقدمة جداً في إصداراتها أكثر من تقدمها في أنشطتها الثقافية، وأنا سعيدة جداً بهذا التقدم التنويري، فالكتب نوعية وذات قيمة لذلك بتنا نقصدها في معرض الرياض، كما أحب أن أشير إلى أن كتب بعض الأندية الأدبية فازت بجوائز داخلية وخارجية، وهذا يبرهن على ما قلت، ومن هنا أطالب وزارة الثقافة والإعلام بدعمها وخصوصاً في معرض الرياض، بأن يوفروا لها مكاناً مجانياً لائقاً». وحول ما يتردد في الأوساط الثقافية عن إصدارات الأندية الأدبية، وأن هذه الأندية تكتفي بطباعة الكتب والمشاركة في معرض الرياض، ثم لا تفعل شيئاً في ما يخص عملية التوزيع، أوضحت القثامي قائلة: «بالفعل عملية التوزيع ضعيفة في الأندية الأدبية وما يقال صحيح، إلا أننا نسعى بكل جهد وأمانة لإيصالها إلى أكبر شريحة ممكنة، إذ سعينا لإرسالها إلى جامعاتنا وإلى مكتباتنا العامة، وحرصنا أيضاً على إرسالها للملحقيات الخارجية وترشيحها للمسابقات، ولكن كل ذلك يبقى في إطار الاجتهادات، فليست لدينا أجندة في التوزيع، وليست لدينا آلية أيضاً لاستثمار مطبوعاتنا ومواردها». وعن جديد لجنة الإصدارات في نادي مكة الأدبي قالت أمل القثامي: «الجديد في لجنة الإصدارات طباعة مجموعة كتب، منها كتاب «جدلية المثقف في الرواية السعودية»، ولدينا مجموعتان قصصيتان ورواية، كما أن هناك تفاهماً مع الدكتور سعيد يقطين لنشر سيرة شعرية عن مكة المكرمة، وما زال الدكتور معجب الزهراني يعدنا بإرسال بقية أعماله النقدية». يذكر أن إصدارات «أدبي مكة» عكست اختيارات ممتازة، وحاز بعضها جوائز، وجاءت متنوعة في مختلف الحقول، وتعد الدكتورة أمل القثامي في «أدبي مكة»، والروائية ليلى الأحيدب في «أدبي الرياض» السيدتين الوحيدتين، اللتين تتوليان مهمات من هذا النوع، ونجحتا بشهادة المثقفين في تقديم إصدارات مميزة ولكتاب مرموقين.