حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من خطر «زعزعة الوضع السياسي» في بلاده، إذا لم تحسم نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 آذار (مارس) المقبل من الجولة الأولى. وأبدى ثقته بالفوز داعياً أنصاره إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع. تزامن ذلك مع توجيه المعارضة التي تعدّ لتصعيد تحركها في الشارع بدءاً من السبت «رسالة قوية» الى رئيس الوزراء، تمثلت في رفع ملصق عملاق أكثر من ساعة على جدار مبنى مقابل للكرملين، تضمن صورته مع عبارة «إرحل». وأكد تحذير بوتين تزايد قلق مؤسسة الحكم في روسيا من تصاعد نشاط المعارضة، واحتمال عدم حسم نتائج الانتخابات الرئاسية، على رغم أن استطلاعاً للرأي اجراه مركز «ليفادا» افاد بأن نسبة 78 في المئة من الروس تعتقد بأن رئيس الوزراء سيفوز في الاقتراع، فيما يخفف خبراء من أخطار اندلاع ثورة تستلهم «الربيع العربي». وخلال لقائه ممثلي اتحاد القانونيين الروس الذين نقلوا إليه رغبتهم في الإشراف على الانتخابات، اعتبر بوتين أن إجراء جولة اقتراع ثانية «يعني أن الصراع السياسي لا يزال مستمراً، ما يؤدي إلى زعزعة الوضع السياسي الداخلي». لكنه حرص على وصف هذا التطور بأنه «غير مخيف، لذا سنخوض جولة ثانية إذا دعت الحاجة، ولو كنت لا أثق بالفوز لما ترشحت». وكرر وصف المواجهة بين السلطة والمعارضة خلال الشهرين الأخيرين بأنها «ظاهرة صحية تؤكد إيلاء مزيد من المواطنين اهتماماً أكبر بالسياسة، ومراقبتهم آليات صنع القرار في المستويات العليا للسلطة». وتعهد تنظيم انتخابات «نزيهة». وأكد بوتين استعداده للتنحي إذا شعر بتراجع شعبيته، مشدداً على أن فاعلية الحكم «تحتم الجمع بين الشرعية والقدرة على توحيد غالبية القوى السياسية المؤثرة، في مواجهة التحديات والمهمات المطلوبة». وكان صرّح قبل أسابيع بأنه «لن يلازم مكتبه يوماً إذا فقد ثقة الشعب». وفي تحرك وُصِفَ بأنه «الأكبر في تاريخ الحركات الاحتجاجية في روسيا»، علّق معارضون ملصقاً حجمه 140 متراً مربعاً على جدار مبنى في مواجهة مقر الكرملين، ما حتّم تدخل وحدات تابعة لوزارة الطوارئ لإزالة الملصق واستغرقت المهمة نحو ساعة. وقال المعارض إيليا ياشين: «أردنا ان نذكر بوتين برغبتنا في تنظيم مسيرة حاشدة جديدة السبت، وأننا سنواصل نشاطنا حتى رحيله». وحصل المحتجون على ترخيص لتنظيم المسيرة التي يُتوقع أن تكون الأضخم منذ عقود، للمطالبة بإجراء انتخابات نزيهة. وتضمنت مطالب المعارضة خلال الاحتجاجات الحاشدة التي نظمت في الأسابيع الأخيرة، إلغاء نتائج الإنتخابات النيابية ثم رحيل بوتين. لكن غالبية الاستطلاعات تظهر عدم استعداد الروس ل «ما هو أعظم». ورأى رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية» فيودور لوكيانوف أن الذين يتظاهرون مستاؤون لكنهم لا يريدون سوى مزيد من الرفاهية وتعزيز آفاق المستقبل، وليس الثورة ضد النظام على غرار ما يحصل في البلدان العربية. أما موسكو فترد بليونة».