اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين واشنطن أمس، بتحريض المعارضة الروسية على التصعيد، بهدف «إضعاف روسيا وزعزعة الأوضاع فيها». وهدد ب «تشديد عقوبة» من ينفذ «تعليمات من الخارج»، فيما حشدت السلطات مزيداً من التعزيزات الأمنية في العاصمة تحضيراً لمواجهة تحركات واسعة دعت المعارضة الى تنظيمها السبت. وشن بوتين هجوماً عنيفاً على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال: «أول ما فعلته هو تقويم الانتخابات، وإطلاق توصيفات عليها بأنها ليست نزيهة وليست عادلة، علماً أنها (الوزيرة) لم تحصل على تقارير المراقبين من مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان». وزاد إن الوزيرة «حددت الاتجاه لبعض الشخصيات» الروسية المعارضة، و»أعطتهم إشارة البدء» و»التقطوا تلك الإشارة، وبدأوا العمل بنشاط بدعم من الخارجية الأميركية». وتوعد بوتين المعارضين، مهدداً ب «ضرورة تشديد العقوبة لمنفذي مثل تلك التعليمات». وأكد أن بلاده ملتزمة الدفاع عن سيادتها، لكنه شدد ايضاً على «عدم التهويل بالقول إن الجميع أعداء لروسيا»، مشيراً الى «دعم أصدقاء وحلفاء لنا في الخارج». وتابع بوتين: «روسيا تبقى أكبر دولة نووية، وهذا يثير مخاوف معينة في الغرب، ويدفع بعضهم إلى محاولة زعزعة الأوضاع من أجل أن نخضع لطرف يقدم نفسه بوصفه صاحب الكلمة العليا في العالم وأن نشعر دائماً بأن لديهم وسائل للتأثير في بلدنا». ونبه إلى إنه «لا يعارض حق المتظاهرين في الاعتصام، ولكن في حال انتهِكَت القوانين من حق السلطة التصدي للأعمال غير القانونية». في المقابل، واصلت كلينتون حملتها على السلطات الروسية، وقالت إن الولاياتالمتحدة تدعم «حقوق الشعب الروسي» وأمله ب «مستقبل أفضل»، وذلك في إطار انتقادها سير الانتخابات النيابية الروسية وعمليات فرز الأصوات التي أسفرت عن فوز حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بنصف مقاعد البرلمان. ووصفت الوزيرة الاستحقاق الانتخابي في روسيا بأنه «لم يكن حراً». الى ذلك، أعلن الرئيس ديمتري مدفيديف أن البرلمان المنتخب سيبدأ العمل في موعده، مشدداً على «فتح تحقيق دقيق في كل الانتهاكات التي قد تكون رافقت الانتخابات». واعتبر أن نتائج الاقتراع «عادلة وعكست الرأي العام في الشارع الروسي». وشهدت موسكو ومدن أخرى روسية اعتصامات تعتبر سابقة منذ تسعينات القرن العشرين احتجاجاً على ما وصِف بأنه «عمليات تزوير واسعة رافقت العملية الانتخابية». واحتجزت الأجهزة الأمنية الروسية مئات الأشخاص وشكا معارضون من تعرضهم للضرب بقسوة على أيدي رجال الوحدات الخاصة أثناء محاولات تفريق اعتصاماتهم. وبدأت المعارضة والسلطات استعدادات لاحتمال تجدد الاعتصامات الحاشدة غداً السبت، بعدما لقيت دعوة أحزاب معارضة على صفحات التواصل الإجتماعي «فايسبوك» تأييداً واسعاً. إذ انضم إلى الصفحة الخاصة بتنظيم تجمعات كبرى في المدن الروسية تحت شعار «ضد التزوير» عشرات الألوف من الروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وانتقلت الاستعدادات لتنظيم احتجاجات إلى الجاليات الروسية في أوروبا، إذ أعلن عن اعتصامات مماثلة السبت في غالبية البلدان الأوروبية. وشكت إدارة شبكة «فكونتاكتي» وهي النسخة الروسية ل «فايسبوك» «ضغوطاً كبيرة» تعرضت لها من هيئة الأمن الفيديرالي الروسي لحملها على حذف صفحات معارضين. وتزامن ذلك مع إعلان عدد من وسائل الإعلام الليبرالية عن تعرض صحافيين لديها للاحتجاز والضرب، بسبب مشاركتهم في تغطية الاحتجاجات.