بروكسيل - رويترز - أظهرت بيانات أمس استقرار تضخم أسعار المستهلكين في منطقة اليورو عند 2.7 في المئة للشهر الثاني على التوالي في كانون الثاني (يناير) ليظل دون ذروة العام الماضي ويدعم توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد. وجاء التضخم في الدول ال 17 التي تستخدم اليورو منسجماً مع توقعات محللين استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم واستقر من دون تغير عنه في كانون الأول (ديسمبر) مع تأثر إنفاق المستهلكين سلباً من جراء ارتفاع البطالة ما يدفع الشركات إلى تثبيت الأسعار أو خفضها. وعلى رغم أن القراءة ليست سوى تقدير أولي من مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي «يوروستات» يتوقع الاقتصاديون تباطؤ التضخم على مدى الأشهر القليلة المقبلة مع تعرض عدد كبير من دول منطقة اليورو لركود وجيز في 2012. وفي ظل ضعف توقعات التضخم يتكهن اقتصاديون كثيرون أيضاً بأن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة عن واحد في المئة للمرة الأولى على الإطلاق في الأشهر المقبلة وربما في الاجتماع القادم للبنك في التاسع من شباط (فبراير). وتوقع نحو 66 اقتصادياً استطلعت «رويترز» آراءهم في أوائل كانون الثاني أن يقلص البنك أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض جديد عند 0.75 في المئة في شباط أو آذار (مارس). وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر في مقابل الين مثيراً مخاوف من أن السلطات اليابانية قد تتدخل لكبح قوة الأخير في حين دفعت بيانات ألمانية جيدة اليورو ليرتفع من مستويات منخفضة أمام العملة الأميركية. لكن كان من المتوقع أن يظل اليورو تحت ضغط في ظل استمرار بواعث القلق في شأن اليونان حتى مع قول وزير المال اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس إن المحادثات مع الدائنين من القطاع الخاص على اتفاق مقايضة ضروري لتفادي التخلف عن التسديد ستكلل بالنجاح قريباً. وبدا الدولار في صدد التراجع لليوم الخامس على التوالي تحت وطأة تعهد مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي الأسبوع الماضي بإبقاء أسعار الفائدة قرب الصفر حتى أواخر 2014 ما يفتح المجال لمزيد من الإنعاش النقدي. وتراجع الدولار إلى 76.06 ين وهو أقل سعر له منذ 31 تشرين الأول (أكتوبر) عندما سجلت العملة الأميركية أدنى مستوى على الإطلاق لما بعد الحرب العالمية الثانية عند 75.311 ين ما حدا بالسلطات اليابانية إلى التدخل بعمليات بيع كبيرة للين. وسجل الدولار 76.19 ين في أحدث سعر له. وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 99.58 ين بعدما لامس 99.25 ين لينزل كثيراً عن مستوى المئة ين. وأمام الدولار ارتفع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.3097 دولار بعدما هبط إلى 1.3026 دولار ليقترب من مستوى الدعم النفسي 1.30 دولار. لكن متعاملين قالوا إن اليورو ارتفع من مستوياته المنخفضة بعد صدور بيانات أظهرت نمو قطاع الصناعات التحويلية الألماني في كانون الثاني (يناير) للمرة الأولى في أربعة أشهر.