بروكسيل، لندن - رويترز - سجّلت أسعار الجملة في منطقة اليورو قفزة خلال شباط (فبراير) الماضي، قبل ثلاثة أيام فقط من اجتماع البنك المركزي الأوروبي الذي ينتظر أن يرفع خلاله سعر الفائدة 25 نقطة أساس، للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات. وأفاد مكتب الإحصاءات في الاتحاد الأوروبي (يوروستات)، بأن «أسعار الجملة في منطقة اليورو التي تضم 17 دولة، ارتفعت 0.8 في المئة على أساس شهري، و6.6 في المئة على أساس سنوي»، ما يشير إلى تنامي ضغوط التضخم. وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم، ارتفاعاً نسبته 0.7 في المئة على أساس شهري، و6.7 على أساس سنوي. وارتفعت أسعار الطاقة 1.2 في المئة خلال شهر، و12.8 في سنة. لكن «يوروستات» عدّل بالخفض، بيانات أسعار الجملة عن كانون الثاني (يناير)، إلى ارتفاع بنسبة 1.3 في المئة على أساس شهري من 1.5 في المئة، و5.9 في المئة خلال سنة، من 6.1 في المئة. وأعلن الأسبوع الماضي، أن معدل ارتفاع أسعار التجزئة بلغ 2.6 في المئة في آذار (مارس)، قياساً الى 2.4 في المئة في شباط. وتوقع اقتصاديون أن يظل تضخم أسعار التجزئة فوق المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي في 2011، وأن يكون رفع الفائدة المتوقع في السابع من الشهر الجاري، الأول ضمن سلسة زيادات هذا العام. إلى ذلك، تراجع سعر اليورو عن أعلى مستوياته في 11 شهراً أمام الين أمس، وأعلى مستوى في 5 أشهر أمام الدولار، في حين أشار محللون إلى أن «السوق بدأت تستوعب بالفعل توقعات رفع الفائدة في منطقة اليورو». ويرجح أن يخفض بنك اليابان المركزي تقويمه للاقتصاد بعد غد، في حين ألقت تصريحات مسؤول من مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) الجمعة الماضي، الضوء على الغموض في شأن الحاجة الى تشديد السياسة النقدية. وارتفع سعر اليورو أمس إلى 1.4269 دولار وتراجع فيما بعد إلى 1.4230 ليستقر من دون تغير يذكر. وتجاوز لفترة وجيزة 120 يناً للمرة الأولى منذ أيار (مايو) عام 2010، وسجل في أحدث تداول 119.55 ين بانخفاض 0.1 في المئة عن سعر إقفاله في نيويورك. ولم يشهد الدولار تغيراً يذكر أمام سلة عملات أمس، فجرى تداول مؤشره عند 75.786. واستقر سعره على 84.04 ين، بعدما كان سجل أعلى مستوياته في ستة أشهر عند 84.735 ين الجمعة الماضي. المعادن إلى ذلك، عاودت أسعار الذهب الارتفاع فوق 1430 دولاراً للأونصة في أوروبا أمس، مع الزيادة في أسعار النفط وتراجع الدولار وفي ظل توقعات بأن يؤدي رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، إلى مزيد من الضعف في العملة الأميركية. ويعد رفع أسعار الفائدة أمراً سلبياً للذهب في شكل عام، إذ إنه يرفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة أصول من دون عوائد، لكن من المتوقع أن تظل الأسعار الفعلية متدنية نتيجة ارتفاع التضخم. وبلغ سعره في السوق الفورية 1434.30 دولار للأونصة، مقارنة ب1427.98 دولار في أواخر تعاملات نيويورك الجمعة الماضي. وزادت عقود الذهب الأميركية تسليم نيسان (أبريل) 6.70 دولار للأونصة، لتبلغ 1434.80 دولار. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» دانييل برايزمان: «هناك أمران يقودان أسعار الذهب، وليسا عاملين قصيري الأجل: الأول هو رفع الفائدة المحتمل من المركزي الأوروبي نظراً الى توقعات التضخم. والثاني يرتبط بالأخطار السياسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى الدولار الضعيف». وكذلك ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية إلى أعلى مستوياتها في 31 سنة عند 38.40 دولار للأونصة مدعومة بارتفاع الذهب وتوقعات بأن الانتعاش الاقتصادي سيعود بالنفع على السلع الصناعية. وسجلت في وقت لاحق 38.31 دولار للأونصة مقارنة ب37.74 دولار. وسجل البلاتين 1766.24 دولار للأونصة مقارنة ب1765 دولاراً بينما ارتفع البلاديوم إلى 777.50 دولار للأونصة من 769.95 دولار. وانتعشت أيضاً أسعار النحاس لتبلغ أعلى مستوياتها منذ نيسان 2008، مستفيدة من توقعات بأن السوق قد تواجه عجزاً في وقت لاحق من السنة. وارتفع سعر النحاس تسليم الشهر الثالث في بورصة لندن للمعادن إلى 2755 دولاراً للطن، وسجل لاحقاً 2748.50 دولار في مقابل 2698 دولاراً الجمعة.