ماناوان (باكستان)، نيودلهي - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – قتل 26 شخصاً على الأقل وجرح حوالى 90 آخرين، في هجوم نفذه متطرفون إسلاميون على أكاديمية الشرطة في منطقة ماناوان بمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب وسط باكستان أمس، ما يؤكد مجدداً حال انهيار الأمن والقانون في البلاد. وحاصر المهاجمون مقر الأكاديمية حيث تواجد حوالى 800 متدرب لمدة ثماني ساعات، قبل ان تحسم قوات الأمن الموقف عبر قتل أربعة مهاجمين على الأقل واعتقال ثلاثة آخرين، أحدهم لدى محاولته الفرار الى مقبرة مجاورة لمركز التدريب وفي حوزته قنبلتين يدويتين. وأوضحت الشرطة ان المهاجمين اقتحموا المركز مرتدين زي قوات الأمن، فيما أفاد شهود بأن دوي خمس انفجارات لقنابل يدوية وقاذفات صواريخ سمع داخل المركز، تبعتها أصوات تبادل للنار بين المهاجمين ورجال الشرطة الذين يعتقد بأنهم تكبدوا خسائر كبيرة. وأفاد شهود بأن المهاجمين تمركزوا فوق سطح المبنى، وأطلقوا عيارات على مروحيات للشرطة لدى تحليقها فوق أجواء المكان. ووصف مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رحمن مالك هجوم بأنه «إرهابي مخطط ومنظم، ويظهر حجم الأخطار والخسائر التي يمكن ان يتسبب بها أعداء هذا البلد، لذا يجب ان نقاتل بصفوف موحدة، للتخلص من هؤلاء الأعداء». واتهم مالك عناصر جهادية خارجية بالتورط في الهجوم الذي أكد انه جزء من موجة إرهابية في البلاد بدأت من مناطق القبائل (شمال غربي) المحاذية للحدود مع أفغانستان، وتستهدف ضرب سيادة البلاد. وأكد ان السلطات اقتربت من رصد المهاجمين الضالعين في هذا الهجوم، و «شكلنا فريقاً قوياً جداً للتحقيق في العملية الإرهابية»، علماً انها كانت وضعت قواتها في حال تأهب خشية حصول أي تسلل محتمل لإرهابيين مدربين منذ المسيرة التي قرر محامون ومعارضون تنظيمها في إسلام آباد منتصف الشهر الجاري للمطالبة بإعادة قضاة عزلهم الرئيس السابق برويز مشرف عام 2007، قبل ان تلغى في اللحظة الأخيرة. وكانت لاهور شهدت مطلع الشهر الجاري هجوماً مسلحاً استهدف حافلة أقلت لاعبي المنتخب السريلانكي للكريكت أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح ثمانية لاعبين. ودان مسؤولون هنود الهجوم, مؤكدين انه يهدد الأمن في أنحاء المنطقة. وصرح وزير الداخلية بالانيابان تشيدامبارام: «اننا قلقون جداً، ونستنكر هذه الهجمات الإرهابية، ونقدم تعازينا للحكومة الباكستانية وشعبها». وصرح الجنرال نوبل ثام الرجل الثاني في قيادة الجيش الهندي بأن «الجيش يراقب الوضع بدقة، وهو جاهز في كل الأوقات تحسباً لامتداد الأزمة الى الهند المجاورة». ورأى مطهر شيخ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كراتشي، ان «الإرهابيين يريدون القول للرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفائه الغربيين ان الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة لن تستطيع قمعهم، وانهم يحتفظون بالقدرة والقوة اللتين يملكونهما منذ سنوات». وأشار الى ان الاعتداء «يثبت أيضاً ضعف مؤسسات الدولة، في ظل قدرة عشرة إرهابيين فقط مدربين بشكل جيد على احتجاز رهائن واحتلال مقرات لمؤسسات في مدن كبرى».