لندن – موقع «بي بي سي» الإلكتروني - أعلنت الصين طرح برنامج تجريبي يتيح لها المتاجرة مع الدول المجاورة باستخدام عملتها الوطنية اليوان، المعروفة أيضاً ب «رينمنبي». ووقَّعت ست شركات مقرها مدينة شنغهاي، عقوداً مع نظيراتها في هونغ كونغ وأندونيسيا، لتسوية الصفقات في ما بينها بالعملة الوطنية. وإذا توافرت الأموال بالعملة الصينية لدى طرفي العقد التجاري، يمكن الاستغناء عن دخولهما إلى السوق العالمية للعملات للدفع وتمويل الصفقة. وأوضح مسؤولون تنفيذيون صينيون، أن البرنامج الجديد «يخفّض التكاليف الباهظة، كما يجهض الأخطار الناجمة عادة عن معدَّلات صرف العملات». يُذكر أن معظم معاملات التجارة الخارجية الصينية تعتمد حالياً الدولار أو اليورو، إذ يظل المصدِّرون عرضة لتقلُّبات معدَّل سعر صرف هذه العملات. كما أن اليوان عملة غير قابلة للتحويل حالياً، على غرار العملات الصعبة مثل الدولار، نظراً إلى القيود الكثيرة عليه. ورأى محلل في مجال العملات في «مصرف تجار الصين» في شنزين، ضرورة أن يكون للبرنامج «أثر محدود على قيمة اليوان في المرحلة الأولى، نظراً إلى القيود الرسمية المفروضة عليه، إذ تحتاج الشركات إلى وقت لتَألف الإجراءات». واعتبر أن «الضغط على اليوان لكي يحسِّن قيمته سيزيد مع التوسع على المدى البعيد، في وقت يتعزز الوضع الدولي للعملة الوطنية الصينية». يُذكر أن بكين كانت كشفت عن البرنامج الجديد نهاية العام الماضي، لافتة إلى أنها ستسمح بإجراء بعض معاملاتها التجارية مع جيرانها بعملتها الوطنية. ويندرج إعلان الخطة التجريبية في إطار حزمة من الإجراءات الهادفة إلى مساعدة المصدِّرين على مواجهة أزمة المال العالمية. ويُتوقع أن يظل تطبيق البرنامج الجديد «مقتصراً على هونغ كونغ وماكاو خارج البر الصيني، إضافة إلى إقليمي شنغهاي وغواندونغ. لكن يُرجح أن يتَّسع نطاق تطبيق البرنامج لاحقاً، لذا يمكن استخدام اليوان لتسوية المعاملات التجارية بين أجزاء من شرق الصين (أي غواندونغ ودلتا نهر اليانغ تسي) ودول مجموعة «آسيان»، التي تضم بروناي وبورما وكمبوديا وأندونيسيا ولاوس وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفييتنام. وكثَّف النظام المالي الدولي، الذي تهيمن عليه عملة مستقلة واحدة، عملية تركيز الأخطار وساهم في توسيع نطاق الأزمة. وكان بنك الصين المركزي جدد دعوته الشهر الماضي إلى اعتماد عملة جديدة لاحتياط البلاد المالي، لتحل مكان الدولار. وأكد تقرير ل «مصرف الشعب الصيني» ضرورة أن تحل «عملة عملاقة مستقلة» مكانه. وكان محافظ البنك المركزي زهاو غياتشوان، قاد الدعوات العلنية خلال أزمة المال لاستبدال الدولار كعملة لاحتياط البلاد الضخم من الأموال. ودعا تقرير المركزي إلى إدخال مزيد من الضوابط والإجراءات الرقابية المالية على اصدار العملات، الذي يمكن أن يقوِّض النظام المالي العالمي ويؤثر عليه بشدة. واعتبر أن «النظام المالي الدولي، الذي تهيمن عليه عملة مستقلة واحدة، كثّف عملية تركيز الأخطار وساهم في توسيع نطاق الأزمة».