تتقرب روسيا من القارة الأفريقية، ويزور الرئيس الروسي، ديميتري ميدفيديف، مصر ونيجيريا وناميبيا وأنغولا. ويرافقه في جولته ممثلو مجموعة من الشركات الروسية، ومستثمرون روس. وعلى رغم الأزمة الاقتصادية، ترغب روسيا في مساعدة القارة السوداء على استثمار مواردها الطبيعية، واستخراج مصادر الطاقة والألماس واليورانيوم. وإذا أرسى الأفريقيون الاستقرار السياسي والاجتماعي في قاراتهم، يتوقع أن ترتقي هذه الى سوق واحدة، وواحة استثمار وصناعة. وخططت روسيا مشاريع اقتصادية تنفذ في البلدان الأفريقية كلها، وهي تُعد لمنافسة الولاياتالمتحدة وفرنسا والصين. وترى روسيا أن مكانة مصر الجغرافية - السياسية كبيرة. فهي تبسط نفوذها في العالمين العربي والإسلامي وفي القارة الأفريقية، وفي منطقة حوض المتوسط والبحر الأحمر، وهي بوابة العبور الى أفريقيا والشرق الأوسط. وتسهم مصر في تسوية النزاع العربي – الإسرائيلي. وتربط مصالح كثيرة بين روسيا ومصر، وفي وسعهما التعاون في مجالات الطاقة النووية السلمية، والتكنولوجيا المتطورة، والسياحة، والتسلح، وبنى النقل التحتية، وتجارة الحبوب، ومكافحة الإرهاب. وتصدر روسيا، سنوياً، 3 ملايين طن من الحبوب الى مصر، وتطور مركز التكنولوجيا المصري. ومن المنتظر أن تشيد روسيا محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بمصر، وأن تطور ترسانة مصر من الأسلحة الثقيلة الموروثة من العهد السوفياتي. وتشارك شركة «غاز بروم» الروسية في عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي واستخراجه ونقله، وفي عمليات استخراج اليورانيوم بنيجيريا. ومن المنتظر أن تنتج شركة «روسال» الروسية 200 ألف طن من المعادن. واتفق الجانبان الروسي والنيجيري على أن تبني روسيا محطة نووية لإنتاج الكهرباء تسدد نيجيريا ثمنها من النفط. وعقدت اتفاقات بين البلدين لتطوير التعاون التكنولوجي والصناعي، وتحريك عجلة الاستثمار، وتنفيذ أعمال ضخمة لمعالجة المواد الأولية وتصنيعها، وتكرير النفط، ومد خط أنابيب ينقل الغاز النيجيري عبر القارة الأفريقية، وخط أنابيب آخر ينقل الغاز عبر الصحراء الى أوروبا. وتبلغ قيمة الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة النيجيري بلايين الدولارات. وناميبيا من أكبر الدول الأفريقية، وهي غنية بالألماس واليورانيوم والنفط والفحم الحجري والرصاص والزنك والنحاس والقصدير والمنغنيز والفضة والذهب والمرمر والغاز الطبيعي. وتتولى شركات روسية استخراج الذهب وخامات الأورانيوم. ويسعى البلد في التعاون مع روسيا لإنتاج الطاقة، وزيادة التبادل التجاري، والتنقيب عن المواد الأولية واستخراجها، وبناء محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية، وتطوير النقل، وبناء مصانع تكرير النفط. وتسهم شركة «روساتوم» الروسية في تأهيل مناجم اليورانيوم بناميبيا، ورفع الإنتاج من 6 آلاف طن الى 30 ألف طن سنوياً. وأنغولا غنية بالنفط والغاز الطبيعي والألماس وخامات الحديد والنحاس والفوسفات والكوارتز والموارد الطبيعية النادرة والجص، وموارد مائية. وأبرم اتفاق بين روسيا وأنغولا على تنفيذ برنامج متوسط المدى للتعاون التجاري – الاقتصادي والعلمي – التقني وفي المجالات الثقافية – الإنسانية. واقترحت موسكو مساعدة لواندا على تطوير شبكة السكك الحديد وبناء محطات توليد الطاقة. والتعاون بين أنغولا وروسيا على استخراج الألماس والتنقيب عن النفط ناجح. وعقدت اتفاقات بين العاصمتين تؤدي الى تشجيع الاستثمارات. واحتفت الدول الأفريقية بزيارة الرئيس ديميتري ميدفيديف. فالاتحاد السوفياتي قدم مساعدات سياسية وعسكرية وعلمية – ثقافية الى شعوب القارة الأفريقية، ودعمها في نضالها للتحرر من الاستعمار. وانعقدت ثمار رحلة ميدفيديف، وشرعت الباب أمام عودة روسيا الى القارة السوداء ودخول الشركات الروسية الى أسواقها. * صحافية، عن «إزفستيا» الروسية 23-26/6/2009، إعداد ع. م.