ليس لمسلسل «توين بيكس» الأميركي شهرة «دالاس» ولا أسطورية «الهارب»، لكنه في كل مرة يجرى فيها تصنيف نقدي لأهم المسلسلات التلفزيونية، يأتي في مكانة متقدمة جديّاً بين هذه الأعمال. فالمسلسل الذي أخرجه السينمائي الكبير دافيد لينش معلناً فيه بداية جديدة لاهتمام السينمائيين بالشاشة الصغيرة في بداية التسعينات وبُثّت حلقته الأولى يوم 8 نيسان (أبريل) 1990 كان ولا يزال يعتبر عملاً فنياً كبيراً وإن كان الجمهور العريض يميل إلى نسيانه وسط الزحام التلفزيوني المريع. ولكن هناك دائماً ما - أو من - يأتي ليذكّر به. واليوم يبدو التذكير جدّياً أكثر مما في أي وقت مضى، حيث إن حلقات المسلسل الذي مزج بقوة خلاقة بين الجرائم والغرائب والأبعاد النفسية وعناصر ما وراء الطبيعة، ستصدر خلال الأيام المقبلة في عشر أسطوانات «بلو راي» تتضمن الحلقات كاملة وقد أضيف إليها «الفيلم» السينمائي/ التلفزيوني الذي حققه لينش لاحقاً، وفيه ما يشبه الأحداث السابقة لأحداث المسلسل في عنوان «توين بيكس النار تسير معي» مع تسعين دقيقة إضافية لم تكن النسخة السينمائية اتسعت لها في ذلك الحين. إذاً، هي حياة جديدة لهذا المسلسل الذي يمكن القول إنه سهّل على كثر من المبدعين السينمائيين السير على خطى دافيد لينش والتحوّل ولو موقتاً إلى العمل التلفزيوني.