فوجئ المتابعون لقائمة المسلسلات الرمضانية هذا العام غياب المسلسل الخليجي السياسي (تورا بورا) عن القنوات الفضائية الخليجية التي ستعرض نحو 50 مسلسلا، خصوصا أن المسلسل تم الانتهاء من تصوير بعض حلقاته قبل بداية الشهر الفضيل بثلاثة أشهر، ومارس القائمون على العمل التكتم الشديد، وذلك لخصوصية الأحداث التي تتطرق إلى مواضيع سياسية شائكة تبدأ أحداثها في الخليج، وتنتهي في تورا بورا معقل قوات طالبان في أفغانستان، والعمل المغيّب عن العرض، من بطولة الفنان سعد الفرج والفنانة أسمهان توفيق، بمشاركة الفنان خالد أمين وعدد من الفنانين من المغرب العربي. ويتضح من ظهور مقطع فيديو على (اليوتيوب) للعمل تميزه على مستوى اللقطات الإخراجية، واعتماده على ال(أكشن) السينمائي، ويعطي انطباعا بأن العمل ثري بأحداثه، وفيما لو عرض في رمضان، فإنه سيحصد نسبة متابعة كبيرة، إلا أنه يبدو أن قصة العمل هي التي تسببت في عزوف القنوات الفضائية عن شرائه، خصوصا أن مثل هذه الأعمال لا تروق للرقيب، والسنوات الماضية خير شاهد على إيقاف أكثر من عمل سياسي. “شمس” حاولت تقصي الحقائق والدخول إلى كهوف ودهاليز (تورا بورا) بحثا عن إجابة مقنعة عن غياب العمل فتحدثت إلينا الفنانة أسمهان توفيق التي تتقاسم البطولة مع سعد الفرج، وتؤدي دور أم تبحث عن ابنها المفقود في أفغانستان وقالت في حديث خاص لشمس”: “السبب الحقيقي لغياب مسلسل (تورا بورا) عدم اكتمال التصوير إلى الآن، وفي الفترة الماضية كنا نصور في جبال المغرب بالساعات، وفي الوقت نفسه كنا مرتبطين بعدد من الأعمال الخليجية، فتوقفنا عن العمل”، وأضافت: “على حد علمي ستبدأ المرحلة الثانية من التصوير، بعد عيد الفطر المبارك”. وعن دورها في العمل قالت: “أجسد شخصية امرأة كويتية، تسافر هي وزوجها إلى أفغانستان من أجل البحث عن أحد أبنائهما الذي يلتحق بأحد التنظيمات الإرهابية”، وتابعت: “عند ضياع الأم والأب في الأراضي الأفغانية يأتي ابنهم الآخر من أوروبا للبحث عنهما ويقوم بذلك الفنان خالد أمين”. وأكدت أسمهان أنه في (تورا بورا) تمت الاستعانة بالتصوير السينمائي، وهذا الذي أرهق كادر العمل. وتشير مصادر “شمس” إلى أن عدم وجود الدعم الكافي للمخرج وليد العوضي، هو ما تسبب في عدم إكماله تصوير بقية الحلقات، خصوصا أن المخرج كان يعول على دعم مادي من إحدى القنوات الخاصة ينتشل به العمل. يذكر أن العوضي أحد المخرجين السينمائيين و(تورا بورا) أول محاولة تلفزيونية حقيقية له، ومرّ خلالها بصعوبات عدة؛ لأن الحس السينمائي يختلف إلى حد ما عن التلفزيون، ولكن فيما لو نجحت تجربة (تورا بورا) فإنها ستلقى دعما ومتابعة جماهيرية كبيرة.