أبهر شاب سعودي كفيف متابعي كأس العالم في البرازيل بقدرته على تحليل أدق التفاصيل للمباريات وكأنه يشاهدها. وفيما يتسابق متابعو كأس العالم من الشباب السعودي للتواصل مع الإذاعات السعودية في تغطياتها المباريات في شكل يومي، خطف الشاب الجامعي عبدالله السلمي الأسماع قبل الأنظار بتحليله المتفرد لكل جزئيات المباريات وأحداثها، قبل أن يحبس أنفاس المستمعين في إذاعة «أم بي سي أف أم» عندما قال: «أنا كفيف». ولم تكن هذه العبارة إلا بوابة عبور نجح من خلالها المذيع المتألق فيصل الشهراني في تحويل مداخلاته اليومية إلى صوت منتظر يتفاعل معه المستمعون. وقال السلمي ل «الحياة»: «أعشق كرة القدم وتأسرني بكل تفاصيلها. بالفعل أنا كفيف، ولكنني أملك قدرة خاصة على التحليل والمتابعة، فأنا أستخدم التقنيات التي تجعلني أمارس حياتي في شكل طبيعي ومنها مشاهدة المباريات المحلية والعالمية. وأجلس إلى جانب التلفزيون وأستمع إلى المعلقين وكأني أشاهدها». وأضاف أنه يحرص دائماً على المشاركة في المداخلات الإذاعية، «لكن الشهراني أصر على أن أحلّل يومياً مباريات كأس العالم، وهذا شرف كبير بالنسبة إليّ وتأكيد أنه ليس هناك ما يمنع أن يكون الإنسان حاضراً بقدراته الخاصة من دون معوّقات». ويطمح السلمي الذي يتخصّص في علم الاجتماع إلى العمل مذيعاً، ويلفت إلى أنه «مع الأسف بعض المسؤولين ينظرون إلى الكفيف بعين الشفقة وعدم القدرة، وهذا أمر مرفوض، فالحكم على الأشخاص يكون من خلال قدراتهم وليس إعاقاتهم».