أكد ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي أن الخلافات بين الكتل السياسية جعلت العراق «غير مهاب وأدت إلى التدخلات الدولية». ودعا الكتل السياسية إلى «مراجعة أدائها ومواقفها». وقال الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها في الصحن الحسيني أمس إن «الخلافات السياسية التي وصلت إلى حد التناحر وتبادل الاتهامات بين الكتل أدت إلى إضعاف موقف العراق وفتحت مدخلاً للتدخل في شؤونه الداخلية من قبل بعض الدول». وأضاف: «علينا البحث في الأسباب التي أدت إلى تدخل الدول في الشؤون العراقية بدلاً من التصريحات الغاضبة»، مبيناً أن «فقدان وحدة الصف السياسي أدى إلى إضعاف موقف العراق»، في إشارة إلى الأزمة الأخيرة التي أثارتها تصريحات مسؤولين إيرانيين وأتراك . وأشار إلى أن «المطلوب من الكتل السياسية الالتفات إلى أن الشعب الذي انتخبها موحد وقوي وعليها أيضاً التوحد لأداء مهامها الملقاة على عاتقها». وتابع إنه «لا بد من أن تراجع الكتل السياسية أدائها ومواقفها وعلاقاتها مع بعضها البعض وتشخيص الأخطاء ومد جسور الثقة وتقديم التنازلات من أجل شعبها». وشهدت العلاقة بين بغداد وأنقرة خلال الأسابيع الماضية توتراً بعد تبادل الاتهامات والتصريحات بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره رجب طيب أردوغان الذي حذر من نشوب حروب أهلية عرقية وطائفية في العراق. وعن الموازنة العامة أكد ممثل المرجعية أن «الإسراع في المصادقة على الموازنة أمر مهم من أجل الصرف على المشاريع «، مؤكداً «أهمية دراسة الأسباب الحقيقية لتأخير إقرارها». ولفت إلى «أهمية وجود كادر تنظيمي في مجال التخطيط للموازنة لينسجم مع ضخامتها»، ودعا إلى إعادة النظر في بعض أبواب صرفها غير الضرورية «التي لا بد من تشخيصها والتركيز على إعانة العائلات المعدومة والفقيرة والاهتمام بعائلات الشهداء وتحسين رواتب المتقاعدين بدلاً من أن يكون هناك اهتماماً بأبواب غير ضرورية». وقال إن «البعض يحتاج إلى هزة ضمير واستشعار بالمسؤولية». وأشار إلى «وجود ضعف في المخصصات المالية للموازنة الاستثمارية مقارنة بالموازنة التشغيلية»، ودعا إلى «ضرورة مكافحة الفساد المالي في بعض دوائر الدولة ومحاسبة المفسدين حتى لو كان من الذين يمتلكون تاريخاً طويلاً في الجهاد ومقارعة الظلم».