استنكر ممثل المرجعية الشيعية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي استهداف الزوار العائدين من مدينة كربلاء بعد أدائهم مراسم عاشوراء الأسبوع الماضي، فيما شدد خطباء الجمعة في بعقوبة على جعل عام 2010 عاماً للمصالحة ونبذ التفرقة. وقال الكربلائي ان «المجموعات الإرهابية لا تفرّق في أعمالها الإجرامية واستهدافها لطائفة معينة دون أخرى من طوائف الشعب العراقي، ولا شريحة اجتماعية دون أخرى، بل هي تستهدف الجميع من دون استثناء، شيعة وسنة ومسيحيين وعرباً وأكراداً». وأوضح أن «هذا الاستهداف للجميع يحفِّزُنا ويدفعنا لاتخاذ موقف وطني موحد، وان تتضافر جهودنا جميعاً للوقوف بوجه هذه الأعمال الإرهابية ومنعها من أن تنال من وحدة العراق وقوته وصموده». ودعا ممثل المرجعية أعضاء البرلمان الى الإسراع في إقرار الموازنة العامة لعام 2010 «لأن ذلك سيساهم في الإسراع بإنجاز مشاريع الإعمار والمشاريع الخدمية في مختلف جوانبها الطبية والتربوية والتعليمية والبلدية (...) وبعكس ذلك سنحرم البلد والمواطن من هذه الفرصة وسنساهم في تأخير الإنجاز لهذه الأعمال والخدمات التي يحتاجها المواطن»، معرباً عن أمله بأن «تغلِّب الكتل السياسية مصالح البلد على مصالحها الضيقة الفئوية خصوصاً وان مجلس النواب في آخر الفصل التشريعي الأخير لدورته الحالية». الى ذلك شدد خطباء الجمعة ورجال دين في مدينة بعقوبة (شمال شرقي بغداد) على «ضرورة جعل سنة 2010 عام مصالحة وطنية ومذهبية ودعم المرشحين الوطنيين» مع إطلاق القوى السياسية دعاياتها للانتخابات البرلمانية، بسبب التحديات الإقليمية التي تتعرض لها البلاد. وقال خطيب جامع الخلفاء الأربعة الشيخ محمود الكبيسي ان «الظروف السياسية والأمنية تعتبر على المحك في الوقت الحالي، وهي بحاجة الى نهضة جادة من قبل الجميع لإحياء مشروع المصالحة الوطنية والمذهبية المتعثرة بسبب صراع الأحزاب والحفاظ على مكتسباتها ومصالحها الخاصة». وحذر من تكرار «الأخطاء السابقة التي انتهجتها الحكومة والقوى السياسية العام الماضي بعد تولي شخصيات مناصب مهمة وفقاً للمحاصصة وأدت الى انهيار مؤسسات الدولة وهيبتها الإقليمية والدولية». وشدد على ضرورة ان «يمنح الناخب صوته الى الوطنيين بغض النظر عن المذهبية والاتجاهات السياسية للمرشح بعد ان تسببت الطائفية بتمزيق جسد البلاد وتحويله الى مشاريع إقليمية تتبع مصالح هذا البلد او تلك الدولة على حساب العراقيين». وفيما تثير الاعتقالات التي شهدتها المدينة عام 2009 انتقادات رسمية ومحلية، طالب شيوخ ووجهاء في بعقوبة الحكومة «بإطلاق الأبرياء من المعتقلين في سجونها وأماكن الاحتجاز بدعوى استيفاء التحقيقات الأمنية». ودعا الشيخ سلمان فهد العبيدي في تصريح الى «الحياة» المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية الى متابعة ظروف المعتقلين في السجون والكشف عن الخروقات وفضحها في حال ثبوتها، داعياً «المؤسسات القضائية الى انهاء ملفات المعتقلين في السجون منذ اعوام».