دعا ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي المتنافسين الى الانتخابات الى استخدام الأساليب المشروعة في حملاتهم الدعائية، فيما حذر خطباء في محافظة ديالى من انزلاق البلاد نحو الاضطراب على خلفية حظر بعض المشاركين في الانتخابات وتوزيع منشورات باسم «لواء اليوم الموعود» التابعة لتيار الصدر تهدد بالانتقام من البعثيين. وتلا الكربلائي خلال خطبة الجمعة امس توصيات السيستاني خلال لقائه وفوداً من بلدان عربية وإسلامية منها: «ضرورة محافظة المسلمين على أمن بلدانهم ووحدتهم وألا ينجروا إلى أصحاب الفتن»، و «نشر ثقافة المحبة والوئام والانسجام بين المسلمين، بما يحفظ لهم وحدتهم ويبعدهم عن التفرقة وإضعاف صفوفهم»، و «التخلّق بأخلاق الأنبياء وعدم الرد على الإساءة بالإساءة بل الرد عليها بالإحسان والمغفرة والصفح لكي يعيش المجتمع بأمن وسلام ومحبة بعيداً من التشنّجات والعنف». وطالب الكربلائي الأجهزة الأمنية بالحذر ونشر الدوريات، وقال إن «الإرهابيين وأعداء العراق يراقبون الخطط الأمنية ويحاولون الابتعاد عن اختراق الأماكن والنقاط المحصّنة بالتفتيش والمراقبة، ويحاولون النفاذ والاختراق من خلال الأماكن الرخوة». ولم يعلق الكربلائي في خطبته على قضية شمول مرشحين للانتخابات بقانون «المساءلة والعدالة». لكنه أوصى الأطراف السياسية مع بدء الحملات الدعائية ب «استخدام الأساليب المشروعة والمقبولة أخلاقياً للدعاية الانتخابية من خلال طرح المرشح أو الكيان برنامجه الانتخابي على أن يكون واقعياً وممكن التطبيق والابتعاد عن طرح الوعود غير الممكنة التطبيق». و «الابتعاد عن أسلوب الطعن والتجريح». و «عدم استخدام الأموال والهدايا لإغراء الناخب». الى ذلك، حذر خطباء الجمعة ورجال دين في محافظة ديالى من انزلاق البلاد إلى دوامة التوتر وعودة الفوضى الامنية، داعين الى «تجنيب الشعب مخاطر لا تحمد عقباها». وذلك غداة استبعاد مرشحين من المشاركة في الانتخابات. وأكد خطيب جامع الرحمن في بعقوبة الشيخ عساف الدليمي ضرورة وقف «التصريحات المعبئة والداعية الى التوتر للحيلولة دون تصعيد المزيد من المواقف المتأججة بين الكتل والشخصييات السياسية». وأشار الى ان «الوضع الحالي والتدخلات الاجنبية غير قابلة للمزيد من التهديدات والتحذيرات، خصوصاً ان الكلمة الفصل تعود إلى الشعب وليس الى فئة او كتلة سياسية معينة»، داعياً الى «الحكومة والمفوضية العليا للانتخابات إلى اعلان رسمي يؤكد إجراءها في موعدها المقرر». في المقابل، شدد خطيب حسينية خان بني سعد في ديالى الشيخ رضا الفياض على «ضرورة ان تولي الاجهزة المختصة الملف الامني اهتماماً اكبر بعد تهديدات الناطق باسم حزب البعث المقيم في سورية برد قاسٍ في حال تم اقصاء البعثيين عن المشاركة السياسية». وأوضح الفياض ان «الجميع مطالب اليوم بحماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية وعلى الشعب والاجهزة الامنية توخي الحذر خصوصاً بعد تهديد الناطق باسم حزب البعث برد قاسٍ على استبعاد البعثيين من المشاركة في العملية السياسية». في غضون ذلك، هددت جماعة تطلق على نفسها اسم «لواء اليوم الموعود» بالانتقام من البعثيين عبر منشورات تم العثور عليها في عدد من الأحياء التابعة لناحية الثورة شمال قضاء المقدادية. وأوضح مسؤول امني ل «الحياة» إن «قوة من الشرطة المحلية عثرت على منشورات تحريضية تتوعد البعثيين بالانتقام». وأشار إلى أن «المنشورات حملت اسم لواء اليوم الموعود الذي يعرف بأنه جماعة مسلحة تابعة للتيار الصدري. وأشار ايضاً الى ان «قوة تمكنت من اعتقال ستة أشخاص في منطقتي السادة والسوق شمال بعقوبة، مطلوبين بتهمة دعمهم الجماعات المسلحة». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن قبل نحو عام تشكيل «لواء اليوم الموعود» بعد تجميد مليشيا «جيش المهدي»، وقال انه اختار للمجموعة الجديدة «موثوقين» وان دورها سيقتصر على استهداف القوات الاميركية في العراق.