في آخر معارض الشهر الأول في برنامج «المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012»، شهر «تشكيل»، تم إفساح المدى التشكيلي أمام تجربة عربية أخرى تجلت في معرض «فن أردني معاصر» الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وافتتحته وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة بحضور الأميرة وجدان فواز الهاشمي عميدة كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية ورئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة ولفيف من الفنانين الأردنيين والبحرينيين في متحف البحرين الوطني. يقدم المعرض العديد من الأدوات والأساليب بدءًا من الرسم والتصوير بمشاركة 35 فنانًا أردنيًا اعتمدوا ارتسامات تسجيلية وانطباعية، تحاكي البيئة المحلية والظواهر المعيشية بتقنيات حداثية ورمزيات فنية، ومن بينهم: مهنا الدرة، أحمد نعواش، وجدان، منى السعودي، فخر النساء زيد، نبيل شحادة ودينا حدادين وغيرهم. ووظّف مجموعة من الفنانين الأردنيين فن الغرافيكس للتعبير عن مجموعة من الأطروحات والبصمات المبتكرة والصادمة. وتجاوب كلٌ من الفنانين رفيق اللحام، توفيق السيد، ياسر دويك، سحر قمحاوي، نعمت الناصر، حكيم جماعين، سهيل بقاعين، جمان النمري، هاني علقم وحازم النمراوي مع أسلوب الحفر كمساحات إيحائية تتداخل مع فن الصورة ولعبة الضوء. وفي استخدام للثقافة الضوئية الشائعة، فإن المعلم العمراني والتناول الإنساني هما التفصيل الأبرز في معاينة التكوين والبنية الأردنية، ونقل المعرض التقاطات الفنانيين الفوتوغرافيين جان قسيّة، سامي نبيل، كلارا أمادو، طارق الدجاني، بدر المحاسنة وفريدون أبده. أما النحاتون والخزفيون، فلهم حضورهم وصياغتهم الفنية التي تجسّد تراكمًا تاريخيًا ومرحليًا يتعامل مع الكتلة والوجود بطرائق وأساليب تعاين المادة والتكوينات من خلال مهمة لسامية الزرو، كُرام النمري، سامر الطبّاع، نزيه عويس، خيري حرز الله، غسان مفاضلة وأنيس المعاني الذين قدّموا أعمالاً تمثيلية ومفردات إنشائية فريدة. اضافة إلى الخزفيين: محمود طه، حازم الزعبي، مارغريت تادرس ورائد الدحلة الذين ركّزوا على مادة الطين كصناعة إنسانية وتشكيلية تختزل الأعمال الحضارية. واتجه العرض البصري إلى الحركة والصوت والأداء من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة، أولها للفنانة سهى شومان التي عاينت المأساة الفلسطينية وتراجيديتها العتيقة من خلال فيلم «بيكفي مشان الله» الذي يستمر 15 دقيقة تكثّف فيها التعاطي مع المفارقات والتناقضات ومسائل التمييز والانقسامات الدينية. فيما تختزل الفنانة هيلدا الحيدري مناطق المرأة في خمس دقائق تتوزع في عبارات وملامح.