تضاربت المعلومات في نيويورك حول موعد وصول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح «لتلقي العلاج» وفق وزارة الخارجية الأميركية. وقال معارضون يمنيون في نيويورك إن «صالح وصل الى المدينة بالفعل» الأربعاء لكن مصدراً ديبلوماسياً قال أن صالح «سيصل السبت الى نيويورك وأن السفارة اليمنية في واشنطن هي المعنية رسمياً بمتابعة إقامته». وقال ناشطون حقوقيون إن صالح توقف في أديس أبابا خلال رحلته من مسقط الى نيويورك، مشيرين الى أن «القانون الأميركي يحظر منح حق اللجوء السياسي لكل من يتوقف مرتين في الطريق من بلاده الى الولاياتالمتحدة». وكان صالح ترك صنعاء الى مسقط التي غادرها الأربعاء «وبذلك يكون قد توقف مرتين بين صنعاء ونيويورك» بحسب الناشطين الحقوقيين. وأكد المعارضون اليمنيون أنهم يعدون لتظاهرات منددة بمجيء صالح الى الولاياتالمتحدة وأنهم يستعدون لمقاضاته أمام القضاء الأميركي. وحضّ مجلس الأمن الأطراف اليمنيين على إجراء انتخابات رئاسية ذات صدقية وسلمية في موعدها المقرر في 21 شباط (فبراير) المقبل. وحذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر من تدهور الوضع الأمني في اليمن في مرحلة التحضير للإنتخابات، مشيراً الى دعم مجلس الأمن استكمال المرحلة الانتقالية بكامل مراحلها. ورحب مجلس الأمن في بيان «بالتقدم في عملية الانتقال السياسي السلمي وتشكيل حكومة وحدة وطنية»، مشدداً على استكمال تطبيق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014 كاملين في وقت مناسب وبروح المصالحة والشمولية. ودعا المجلس، في اختتام جلسة خصصت للاستماع الى إحاطة من بن عمر، الى إجراء انتخابات موثوق بها ومن دون عنف في موعدها، مشدداً على أهمية دورالإعلام وهيئات المجتمع المدني في بيئة سلمية وفي ظل حرية التعبير والتجمع. واعتبر أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في اليمن يشكل «مرحلة جديدة وخطوة أساسية في العملية الانتقالية التي ستؤدي الى الحوار الوطني الذي يطاول شريحة أكبر من الأطراف الفاعلة في اليمن». ورحب المجلس بإعلان الحكومة اليمنية إطلاق الموقوفين السياسيين وأكد تطلعه الى تطبيق هذا القرار. وعبّر عن القلق من تدهور الوضع الأمني وازدياد نشاط تنظيم «القاعدة»، مجدداً إدانة الإرهاب بكل أشكاله. وحضّ الأطراف في اليمن على رفض العنف والامتناع عن الأعمال الانتقامية والتعاون مع لجنة الشؤون العسكرية لتطبيق بنود القرار 2014 كاملة. وأكد المجلس أن المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال العنف يجب أن يخضعوا الى المحاسبة. وأبدى قلقه الشديد حيال الوضع الإنساني في اليمن وانعدام الأمن الغذائي وازدياد أعداد النازحين. وأعلن دعمه للنداء الإنساني للأمم المتحدة للعام 2012 بهدف تحصيل نصف بليون دولار للمساعدات الإنسانية في اليمن. وقال بن عمر بعد الجلسة إن الخطوات المهمة المتخذة كالبدء في سحب الجيش الى الثكنات مهمة لكنها «لا تزال بعيدة عن أن تكون كاملة ويجب أن تتبع بالمزيد»، مشيراً الى استمرار القتال في مناطق عدة في البلاد التي «تعاني أزمة اقتصادية صعبة ووضعاً إنسانياً مخيفاً». وحذر من أن حوالى نصف مليون طفل «معرضون للموت بسبب سوء التغذية أو انعدام الرعاية الصحية». وقال إنه دعا مجلس الأمن الى متابعة تطبيق المبادرة الخليجية بمراحلها كافة إضافة الى متابعة مراقبة الوضع في اليمن وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، معتبراً أن «الانتخابات ستكون بداية مرحلة انتقالية جديدة تمتد سنتين، ولهذا نطلب من الجميع التعاون لإنجاحها».