صنعاء، نيويورك، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أطلقت القوات اليمنية النار قبل ظهر امس على متظاهرين يطالبون بتقديم الرئيس علي عبدالله صالح الى المحاكمة ما ادى الى مقتل شخص وتفرق المسيرة. وفيما يستمر التزام وقف النار الهش في العاصمة، اعربت واشنطن عن القلق ازاء تدهور الوضع اليمني ودعت الى «نقل كامل للسلطة من دون تأخير»، بعدما دعا مجلس الامن الى وقف العنف في اليمن حيث قتل اربعون شخصاً على الاقل، غداة العودة المفاجئة لعلي صالح. وأصدرت الدول ال15 الاعضاء في المجلس بياناً دعت فيه الاطراف الى «نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على اكبر قدر ممكن من ضبط النفس». وأضافت، في بيان، انها «تدعو كل الاطراف الى السير قدماً باتجاه عملية انتقال سياسي شاملة ومنظمة وبقيادة يمنية». وشدد البيان على دور مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي نصت على عملية انتقالية الى حكومة جديدة. وقال ان «اعضاء المجلس عبروا عن قلقهم العميق من استمرار تراجع الوضع الاقتصادي والانساني في اليمن»، مؤكداً انهم «قلقون من تدهور الوضع الامني بما في ذلك تهديد تنظيم القاعدة في بعض اجزاء اليمن». ودعا الى تأمين وصول المساعدات الانسانية، مطالباً كل الأطراف «الامتناع عن استهداف بنى تحتية حيوية». كذلك أبدت الولاياتالمتحدة قلقها العميق ازاء الاحداث في اليمن. وقالت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الاميركية في بيان ان واشنطن «تبدي قلقاً عميقاً ازاء الوضع الحالي في اليمن. نحض كل الاطراف على وقف العنف وممارسة اقصى درجات ضبط النفس». واضافت: «يمنيون كثيرون قتلوا وكل يوم يمر من دون حدوث تحول سلمي ومنظم يوم آخر يضطر فيه الشعب اليمني لأن يعيش في بيئة غير مستقرة تهدد امنه وسبل عيشه». وزادت: «نحض من جديد الرئيس صالح على المبادرة بالقيام بنقل كامل للسلطة من دون تأخير وترتيب اجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام في اطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي. الشعب اليمني عاني بما يكفي ويستحق طريقاً نحو يمن موحد ومستقر وامن وديموقراطي». وكانت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وبين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس ادت الى ما لا يقل عن 175 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات قبل اسبوع. وساد هدوء نسبي العاصمة منذ بعد ظهر اول من امس اثر دعوة الرئيس اليمني الى وقف للنار فور عودته المفاجئة من السعودية حيث مكث اكثر من ثلاثة شهور. لكن شهوداً افادوا بأن قوات الطرفين لا تزال منتشرة في الشوارع. وصباح امس، دعا الشبان المعتصمون في ساحة التغيير الى التظاهر انطلاقا من المكان للمطالبة بتقديم الرئيس اليمني الى المحاكمة، كما وجهوا دعوة الى التظاهر في المدن الاخرى. وانطلقت المسيرة من ساحة التغيير وطالب المشاركون فيها بالحرية مرددين «الشعب يريد محاكمة الجزار». وتصدت لها قوات الجيش الموالية واطلقت النار على المتظاهرين، ما ادى الى مقتل شاباً أصيب بطلق ناري في الرأس بينما كان يعتلي احد حافلات الركاب الصغيرة في مقدم مسيرة يشارك فيها عشرات الآلاف، وكان ممسكاً بمكبر للصوت ويطلق هتافات. وأصيب 17 آخرون بينهم ثلاثة اشخاص كانوا داخل الحافلة بجروح، قبل ان تتفرق المسيرة. وفي تعز (270 كلم جنوب غربي العاصمة)، قتل ثلاثة اشخاص اول من امس، خلال اشتباكات بين رجال قبائل مسلحين وقوات عسكرية موالية للرئيس. وقال شهود ان اربعة اشخاص اصيبوا بجروح عندما سقطت قذيفة قرب سيارتهم في وسط تعز، مؤكدين ان المنطقة تعرضت لقصف من الجيش. كما اكد سكان ان الحرس الجمهوري الذي يتولى احمد، النجل الاكبر للرئيس، قيادته عزز مواقعه في هذه المدينة التي كانت من اوائل المنتفضين ضد علي صالح عبر نشر اسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بها.