رفعت موجة البرد التي تتعرض لها المنطقة الشرقية من أعداد مرضى فقر الدم المنجلي، المحتاجين إلى تلقي العلاج في المستشفيات، إلا أن قلة عدد الأسِرة حالت دون تنويم الكثيرين منهم، بالرغم من حاجة حالاتهم إلى الرعاية المكثفة. فيما أكدت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، من خلال الناطق الإعلامي بالإنابة فيصل الغامدي ل «الحياة» أن «المديرية تتابع المسألة مع الإدارات المعنية». وأوضحت اختصاصية أمراض الدم الوراثية الدكتورة فايزة العبد القادر ل «الحياة» أن «ما يحدث لمرضى فقر الدم المنجلي خلال موجة البرد الحادة، خصوصاً في ساعات الليل هو انخفاض في درجة الحرارة، لعدم مرور الدم بشكله الطبيعي، فيشعر المريض بالبرد ويصاب بأعراض ينجم عنها ألم مستمر، ويصاب بنوبة تسمى (نوبة فقر الدم المنجلي)، وينصح الأطباء في هذه الحالة بالتنويم لإعطاء مسكنات مناسبة لا تُباع في الصيدليات، لشدة تأثيرها، حيث يتطلب التعامل معها الحذر من قبل الطاقم الطبي». ويؤدي انخفاض درجات الحرارة في المنطقة الشرقية، التي ينتشر فيها أمراض الدم بمختلف أنواعها لأسباب وراثية بالدرجة الأولى، إلى تردد مرضى الدم المنجلي على المستشفيات لتلقي العلاج، ويضطر الأطباء في بعض الحالات إلى تنويم المريض بسبب تفاقم الأعراض، ووصولها إلى حد يتطلب بقاءه في المستشفى، بيد أن قلة عدد الأسِرة تَحُول دون ذلك، مما يدفع الأطباء إلى تكثيف علاجهم، وتوجيههم إلى البقاء في المنزل في تدفئة مناسبة، وعدم خروجهم منها، إلى حين زوال موجة البرد. وأشارت العبد القادر في شأن نقص الأسرة، إلى أنه «تمت مخاطبة مستشفى القطيف المركزي، الذي يشهد أعلى نسبة مراجعين، لتحويل حالات مرضية إلى مستشفيات أخرى، إلا أنه تبين أن عدد الحالات المرضية يفوق الطاقة الاستيعابية للأسرة في تلك المستشفيات». وأوضحت المريضة فاطمة محمد أنه «خلال مراجعتي لمستشفى القطيف المركزي، تبين أن عدد المرضى الواجب تنويمهم بسبب تفاقم أعراض فقر الدم، ودخولهم في نوبات مرضية يفوق عدد الأسرة الموجودة في المستشفى»، مضيفة أن «الطبيب أخبرني بأنه يتم التعامل مع مستشفيات أخرى لنقلهم إليها، إلا أن المسألة تحتاج إلى وقت، وفي حال تمت الموافقة على قبول المريض يتم تحويله فورا». وفي وصف لحالتها، قالت: «مع موجة البرد الحادة، يشعر مريض فقر الدم المنجلي، بصعوبة في التنفس، من شدة الألم، والمسكنات قد تؤدي إلى مضاعفات أخرى، يصعب التعامل معها في المنزل، ما يدخل المريض في حالة من التعب الشديد، وعادة تشهد المستشفيات والأقسام المتخصصة في علاج أمراض الدم، تزايد عدد المرضى خلال فصل الشتاء، وتتضاعف الأعداد أكثر في موجات البرد القارص». وأبان هادي العبدالله (أب لطفل يبلغ من العمر 7 أعوام مصاب بفقر الدم المنجلي)، أن الصعوبات التي يواجهها خلال فترة البرد يصعب وصفها بالنسبة للأب والأم، ما يضطره إلى السفر بعض الأحيان إلى مناطق أكثر دفئاً. وأضاف «منذ بدء الإجازة قمت بزيارة إلى دبي، حيث الجو أكثر دفئاً، ولكن عند عودتي أمس كانت درجات الحرارة منخفضة خاصة في الليل ما تسبب بنوبة ألم لابني. وفيما يتعلق بالعلاج، قال: «بدت عليه ملامح التعب والإعياء، وتخوفت من دخوله في نوبة، فتوجهت به إلى البرج الطبي في الدمام، وتم تحويله إلى قسم أمراض الدم، لتنويمه، علماً أن القسم كان أكثر زحاماً من أي فترة مضت، ويتم التنويم بحسب تشخيص الحالة، ومدى تفاقم الأعراض».