أدت موجة البرد والأمطار إلى ارتفاع عدد المنومين في مستشفيات المنطقة الشرقية، وبخاصة المصابين بمرض «فقر الدم المنجلي». وكشف أطباء ومشرفون على أقسام في بعض المستشفيات، أن «نسبة المنومين ارتفعت إثر موجات البرد إلى الضعف». وقال مدير مستشفى القطيف المركزي الدكتور كامل العباد، ل «الحياة»: «أعددنا مركز فقر الدم المنجلي لاستقبال الزيادة في الحالات، بسبب أعراض البرد»، مضيفاً «ترتفع نسبة التنويم في الأقسام كافة، وتتراوح النسبة يومياً بين 30 إلى 35 حالة. فيما لم يكونوا يتجاوزون نصف هذا العدد في الأيام الأخرى»، مضيفاً «نحاول استيعاب الزيادة في الأعداد، التي ترتفع كلما زادت حدة البرد. وعملنا على جدولة طاقم من الأطباء والممرضين، لتقديم العلاج اللازم للمرضى، محاولين تقديم أساليب العلاج كافة، ومن يحتاج إلى تنويم يتم تحويله إلى أقسام التنويم، والآخرون يُقدم لهم العلاج اللازم». وحول نقص الأسرّة، قال: «نحاول تغطية النقص من خلال نقل أسرّة من الأقسام الأخرى، مثل الجراحة، إلى حين خروج بعض المرضى وهكذا؛ إلا أن المشكلة الفعلية التي نواجهها هي نقص الأسرّة في قسم العناية المركزة، إذ لا يوجد سوى ثمانية، وهنا نقع في مشكلة للحالات التي تتطلب عناية مركزة. ونحاول حلها من طريق التنسيق مع المستشفيات الأخرى»، لافتاً إلى «رفع طلب لزيادة عدد الأسرّة في العناية المركزة، وجاءت الموافقة عليه، إذ سيصبح عددها 30 سريراً مع نهاية العام الجاري. وسنعمل الآن، على توفير التجهيزات والمعدات الطبية، ورفع عدد الطاقم الطبي»، وأشار إلى أن محافظة القطيف «تتصدر المناطق والمحافظات في نسبة الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي». وقال: «توجد أساليب عدة لمكافحته وتقليص الإصابات به». بدوره، أوضح استشاري الباطنية الدكتور موسى السعيد، أن «نسبة الإصابة بهذا المرض، ارتفعت في مناطق جنوب السعودية أكثر من شرقها، بحسب ما كشفت إحصاءات رسمية، علماً أن المرض يتركز في هاتين المنطقتين». ولتلافي التعرض لنوبات الألم، نصح السعيد، المرضى ب «الإكثار من شرب الماء، بحيث لا تقل الكمية عن ثمانية أكواب في اليوم، والابتعاد عن الأجواء الباردة في فصل الشتاء، وعدم التعرض إلى البرودة العالية من مكيفات الهواء في الصيف، وتجنب السباحة في المياه الباردة، وأيضاً تجنب مسببات الإجهاد، كلما كان ذلك ممكناً، أو ممارسة التمارين الرياضية، على أن تكون خفيفة ومعتدلة». وأشار إلى دور الفحص ما قبل الزواج، في «الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية بين أجيال المستقبل (بحسب حديثه)، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة من علاج المصابين بالأمراض، فعلى سبيل المثال؛ فإن متابعة حالة مريض تكسر الدم الوراثي تكلف مئة ألف ريال سنوياً، وعملية زرع نخاع العظام لهذا المريض تكلف 500 ألف ريال».