ودعت عدد من الأسر السعودية يوم أمس عروس البحر الأحمر «جدة» بروائح الدخان الذي التصق بأجسادهم نتيجة اندلاع حريق في شقق «كل الود» المفروشة التي كان يقطنها عدد من العوائل التي جاءت من خارج المحافظة لقضاء إجازة منتصف العام الدراسي. وغلبت حال الصدمة والحزن، مظاهر الفرح التي علت وجوه تلك العوائل بادئ زيارتها إلى جدة بحثاً عن نزهة ممتعة، ولم يتوقعوا أن تكون نهاية رحلتهم بصراخ وهلع داخل تلك الشقق التي يسكنونها، إضافةً إلى أن الفرحة غمرتهم بعد نزولهم إلى الساحة المقابلة للشقق بعد أن اطمأنوا على سلامة أسرهم من الحريق. ووقفت «الحياة» يوم أمس على عملية إجلاء عددٍ من الأسر السعودية والسكان الآخرين في قسم العزاب الموجودين في الشقق المفروشة، حيث خرج الدخان من الطوابق العلوية بعد اشتعال النيران في الطابق الأرضي للشقق. وخرج سكان الشقق والخوف بداخلهم نتيجة الحريق، وكثافة الدخان التي غطت طوابق الشقق الممتلئة بالسكان سواءً من المقيمين أو القادمين من خارج محافظة جدة للسياحة خلال إجازة الفصل الدراسي الثاني. من جهته،أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي أن هناك بلاغات كثيرة وصلت لقسم العمليات في الدفاع المدني صباح هذا اليوم تشير إلى وقوع حريق في إحدى الشقق المفروشة شمال محافظة جدة في حي الربوة، على إثرها تحركت ست فرق من قسم الإطفاء، وست فرقٍ أخرى من قسم الإنقاذ والإسعاف. وأكد جداوي ل «الحياة» أنه تم إعلان بلاغ طبي أحمر، إذ شاركت مع فرق الدفاع المدني الشؤون الصحية في متابعة الحادثة، وكذلك المرور والدوريات، إضافةً إلى استخدام الطيران المدني العمودي لعمل استطلاع ومسح للموقع، «ولكن ولله الحمد لم يستدع الأمر التدخل المباشر للطيران العمودي». وأضاف: « تمت السيطرة على الحريق الذي كان محدوداً في مدخل الشقق المفروشة، والذي ينقسم إلى جزءين للشبان وآخر للعوائل، ويجري حالياً التحقيق لمعرفة المسببات الحقيقية وراء الحريق»، مؤكداً أن مجموعة من المصابين تم علاجهم في موقع الحادثة، إذ تم إنشاء منطقة فرز طبي في الموقع، وتم نقل 15 حالة إليها تلقوا الإسعافات الأولية في الموقع، فيما تم نقل 13 حالة إلى المراكز الطبية جميع حالاتهم بسيطة، وهي عبارة عن اختناقات نتيجة استنشاق الدخان ما عدا حالة واحدة، خالصاً إلى أن الإصابات بسيطة وليست حرجة. وأوضح أنه بحكم اللوائح والتنظيمات، «ألزمنا مالك الشقق المفروشة بإخراج السكان وتعويضهم، لأن هناك بعض الملاحظات على المبنى، ويحتاج للمعالجة بعد انتشار الدخان داخله، ولا يزال العمل جارياً حالياً لمعرفة مدى تواجد وسائل السلامة داخل المبنى، وكذلك عدم استخدامها من قبل العاملين في الشقق»، مشيراً إلى أن عدد الشقق التي كانت مسكونة خلال اندلاع الحريق 26 شقة قي قسم العوائل و19 شقة في قسم الشباب. وانتقد مدير إدارة الدفاع المدني في جدة غياب العاملين في الشقق المفروشة خلال اندلاع الحريق، إضافةً إلى أن باب المدخل الذي اندلع منه الحريق كان مقفلاً، ما اضطر رجال الدفاع المدني إلى التعامل معه، واستخدام الأدوات لكسر الباب والدخول إلى موقع الحريق، «وهذا ما ساهم في انتشار دخان الحريق بشكل كبير داخل المبنى». في المقابل، قال مدير مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور سالم باسلامة: « وصلنا بلاغ أن هناك حريقاً في شقق مفروشة حتى نكون على أهبة الاستعداد، ونستعد لترتيب المكان وتقديم الخدمة الطبية والاجتماعية والأمنية لاستقبال المصابين». وأوضح باسلامة في حديثه ل «الحياة» أنه تم استقبال أكثر من 14 مصاب منهم مصاب من رجال الدفاع المدني تضرر وهو يقوم بعمل الإنقاذ، جميعهم من الرجال، مؤكداً أن أحوالهم «مستقرة»، وأن معظمهم سيخرجون اليوم «فأغلب المتضررين من الدخان والاختناق، ولم تصب أجسادهم بالحرق».