اتهمت وزارة النفط قوات «البيشمركة» الكردية بالاستيلاء على آبار نفط في محافظة كركوك، فيما رد رئيس الحكومة نوري المالكي على تعليق الوزراء الأكراد حضور جلسات مجلس الوزراء بتعيين نائبه حسين الشهرستاني وزيراً للخارجية بالوكالة، ليحل مكان هوشيار زيباري. وأكدت وزارة النفط في بيان، حصلت «الحياة «على نسخة منه، أن «قوات من البيشمركة المسلحة يرافقها عدد من المدنيين دخلت إلى محطات إنتاج النفط الخام في حقلي كركوك وباي حسن فجر اليوم (امس) وطردت العاملين في تلك المواقع»، وحذرت «إقليم كردستان من خطورة هذا التصرف غير المسؤول الذي يعد تجاوزاً للدستور واعتداءً على الثروة الوطنية، وتجاهلاً للسلطة الاتحادية وتهديداً للوحدة الوطنية»، ولفت البيان إلى أنه «كان يفترض بهذه القوات (البيشمركة) الوقوف جنباً إلى جنب مع القوات الأمنية العراقية في التصدي للجماعات الإرهابية وحماية الشعب وثرواته، لكنها بدلاً من ذلك استغلت الظروف الاستثنائية والعصيبة التي تمر بها البلاد، واستولت على تلك المواقع النفطية المهمة». وأشار إلى أن «وزارة النفط تناشد العقلاء من الإخوة الأكراد ضرورة تفهم خطورة الموقف والإيعاز إلى المسؤولين عن هذا الإجراء غير المنضبط والجماعات التي نفذته بالانسحاب من الحقول النفطية وإخلائها فوراً تجنباً للعواقب الوخيمة». إلى ذلك، أعلن في بغداد امس تعيين الشهرستاني وزيراً للخارجية بالوكالة، بعد ساعات من انسحاب الوزراء الأكراد من الحكومة. وقال وزير الخارجية المنسحب هوشيار زيباري في تصريحات نقلتها «رويترز» أمس، إن «الكتلة السياسية الكردية أوقفت تماماً مشاركتها في الحكومة احتجاجاً على تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي قال فيها إن الأكراد يستضيفون الإرهابيين في عاصمتهم أربيل». وأكد أن «الوزراء الأكراد يمتنعون الآن عن إدارة الشؤون اليومية لوزارته ووزارة التجارة ووزارة الهجرة ووزارة الصحة ومكتب نائب رئيس الوزراء». وفي تطور للأزمة بين بغداد وإقليم كردستان، أعلنت سلطة الطيران المدني الاتحادية الليلة قبل الماضية أنها «وجهت اليوم (امس) الشركات العاملة في النقل الجوي التي هي الآن بصدد نقل شحنات إلى مطاري السليمانية وأربيل، بإيقاف تلك الشحنات ابتداء من اليوم». وكانت الأزمة بين بغداد وأربيل تفاقمت منذ أكثر من ثلاثة أعوام عندما رفضت وزارة النفط الاعتراف بالعقود التي أبرمها إقليم كردستان بشكل منفرد، وتواصل التصعيد، مع محاولة الإقليم مسعود بارزاني إطاحة المالكي. وبلغت الأزمة أوجها مع حصول احتكاكات بين قوات «البيشمركة» والجيش في بعض المناطق المتنازع عليها، وأبرزها كركوك، ومن ثم إعلان إقليم كردستان أن بغداد قطعت مرتبات الموظفين منذ بداية العام الجاري.