تحول النزاع النفطي بين السودان والدولة الوليدة في الجنوب الى حرب اقتصادية ورفعت الدولتان استعداداتهما الامنية والعسكرية على حدودهما المشتركة، واتهمت الخرطوم جارتها الجديدة بممارسة ضغوط عسكرية عبر دعم المتمردين واقتصادية بوقف ضخ النفط عبر الشمال لإحداث تغيير سياسي في البلاد. وقال مسؤول رئاسي في الخرطوم ل «الحياة» ان تحركات واشنطن لممارسة ضغوط على حكومته بسبب الاوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين للجنوب، واثارة المنظمات وجماعات حقوقية حصول انتهاكات في المنطقتين لم يأت مصادفة مع قرار حكومة جنوب السودان بوقف تصدير نفطها عبر الشمال. واعتبر المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ابراهيم غندور موقف رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير بوقف صادرات نفط بلاده عبر الشمال الذي تزامن مع تظاهرات مؤيدة له تصعيداً غير مبرر، وقال ان جوبا تحاول عبر دعم المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ووقف ضخ النفط ممارسة ضغوطاً عسكرية واقتصادية من اجل تغيير سياسي في الخرطوم واعتبر ذلك «وهماً كبيراً». وعلم ان القوات الحكومية في السودان رفعت درجة استعدادها وعززت وجودها على طول الحدود مع الجنوب التي تمتد اكثر من ألفي كيلومتر، لمنع تهريب الغذاء والسلع والمحروقات الى الجنوب الذي يعتمد شماله على شمال السودان في السلع الغذائية والنفط. وقالت مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين في بيان وزع في الخرطوم ان طائرات سودانية قصفت مخيماً في جنوب السودان يؤوي 5000 لاجئ قرب الحدود مع السودان ما أدى الى اصابة شخص وفقد 14 شخصاً. وذكر البيان ان قنابل أسقطت على مخيم الفوج الواقع على مسافة تقل عن عشرة كيلومترات عن الحدود في ولاية أعالي النيل صباح اول من امس. كما أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينغ، عن قلق الاتحاد إزاء التطورات الأخيرة بين شمال السودان وجنوبه، وحض الطرفين على التراجع عن الإجراءات الأحادية التي اتخذها كل طرف التي قال إنها تهدد بإحداث أضرار بالطرفين. وقال بينغ في بيان وزعه الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إن الخطوات الأحادية التي اتخذتها كل من حكومتي البلدين «جعلت العلاقة بين البلدين تصبح على شفا الانهيار مع وجود مخاطر فورية لإمكانية تعرض الهدف المتفق عليه، وهو وجود دولتين قابلتين للحياة تعيشان في حسن جوار وداعمة كل منهما الأخرى، للانهيار». ودان مجلس الأمن «بأقسى العبارات» الاعتداء على القوة الدولية الأفريقية المختلطة في إقليم دارفور، ما أوقع قتيلاً في صفوفها وجرح ثلاثة. ودعا المجلس الحكومة السودانية الى «جلب المتورطين في الاعتداء الى العدالة وإنهاء الحصانة عن أولئك الذين يهاجمون جنود حفظ السلام». وأكد المجلس في بيان صدر مساء الإثنين دعمه الكامل لبعثة «يوناميد» داعياً كل الأطراف في دارفور الى التعاون معها. الى ذلك، قرر ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف سحب القوة الروسية ومروحياتها من جنوب السودان قبل الاول من نيسان (ابريل) المقبل. وجاء في المرسوم الرئاسي بحسب بيان صادر عن الكرملين ان «القوة الروسية المشاركة في قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام في السودان والاسلحة والمعدات العسكرية المرافقة يجب ان تعود الى روسيا قبل الاول من نيسان 2012». وتنشر روسيا في المنطقة مروحيات وحوالى 120 جندياً بينهم طيارون في اطار بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان. وذكر الناطق باسم القوات الجوية الروسية فلاديمير دريك في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس ان القوة الروسية يمكن ان تغادر جنوب السودان منتصف الشهر المقبل. الى ذلك، حذر زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي من ثورة شعبية قادمة في السودان إذا لم تستجب الحكومة لتطلعات الشعب السوداني في حقه المشروع في الحرية والديموقراطية والعيش الكريم. وخيّر المهدي الحكومة السودانية بين الإسراع في تحقيق الإصلاحات الجادة، وبين مواجهة شعبها الذي لا يقبل غير الحرية والكرامة، موضحاً أن الشعوب العربية جميعاً تتحرك في الوقت الحالي من أجل استعادة حريتها وكرامتها منطلقة في حركتها تلك من أشواق إسلامية أصيلة. على صعيد آخر، ألغت السلطات في ولاية جنوب دارفور احتقالاً باستقبال الحاكم الجديد في مدينة نيالا عاصمة الولاية أمس، إثر مواجهات بين مجموعة مؤيدة للحاكم السابق عبدالحميد كاشا ومستقبلي الحاكم الجديد حماد اسماعيل واستخدمات المجموعات الحجارة واشتبكتا ما دفع الشرطة الى استخدام الغازات المسلة للدموع والهراوات وتوقفت حركة السير واقفلت الاسواق. وحطم المتظاهرون سيارات حكومية وخاصة وكانوا يهتفون «مليون شهيد لحاكم جديد».