واصلت عائلة حمد في قرية العريضة الحدودية استقبال الوفود المعزية بالفتى الصياد ماهر حمد الذي قتل برصاص سوري في المياه الإقليمية اللبنانية، فيما استمرت المواقف المستنكرة للحادث. وقدم وزير الأشغال العامة غازي العريضي واجب التعزية إلى جد الفقيد ووالده وأعمامه وأبناء القرية، في حضور النواب هادي حبيش ومعين المرعبي وخضر حبيب ونضال طعمة ورياض رحال، ووعد في كلمة «باستكمال الاتصالات لاسترجاع القارب، وسنكمل التواصل والاتصالات المطلوبة والتحرك من اجل وضع الأمور في نصابها كي لا تتكرر مثل هذه المشاكل في هذه المنطقة». وكان وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، قال ل «تلفزيون لبنان»: «لبنان اتخذ قراراً بأن ينأى بنفسه عن كل ما يحصل من تطورات في سورية، لكن هذا لا يعني أن تستباح دماء اللبنانيين كما حصل وهذا أمر غير مقبول، وإذا كان هناك من إجراءات يطالب بها الجانب السوري فهو يستطيع إبلاغ هذا الأمر إلى الجهات اللبنانية. هناك تنسيق مع الجيش اللبناني الذي هو مؤسسة معتبرة ومحل ثقة كل اللبنانيين ويستطيع أن يقوم بهذه الإجراءات، لا أن نواجه في كل أسبوع بحادث كالذي حصل وذهب ضحيته طفل في السادسة عشرة من عمره، وقبلها حصلت أحداث أخرى وربما تتكرر هذه الحوادث. لذلك أدعو إلى عدم الاستهانة بدماء اللبنانيين وإلى أن تكون هناك إجراءات يتم الاتفاق عليها لا أن نصحو في كل يوم على حدث من هذا النوع». واستنكر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في بيان، ما حصل مع الصيادين اللبنانيين في بلدة العريضة، وأعرب عن تضامنه «مع أهل الضحية»، مستنكراً «الأذى الذي لحق بعمه فادي محمد حمد وشقيقه خالد من توقيف وآثار التعذيب». ودعا «الدولة إلى حفظ الأمن على الحدود اللبنانية - السورية ونشر الجيش والقيام بحماية المواطنين ورعايتهم كي لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة»، ونبه من الوقوع «في فخ الحوادث الأمنية على الحدود بين لبنان وسورية إذا استمر غياب الدولة وأجهزتها الأمنية في المنطقة». وانتدب المفتي قباني رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة على رأس وفد للتعزية. ووصف النائب بطرس حرب الحادث بأنه «اعتداء سافر لا يجوز السكوت عنه على رغم عدم الرغبة بنشوب اي خلاف مع سورية». وقال ل«اخبارية المستقبل» ان ما جرى «يجسد تغاضي الحكومة عن السيادة»، مطالباً ب«تدابير واتصالات رسمية وجدية بين القيادات الرسمية بعدم القبول بهذا الامر تحت طائلة تجاوز القضية الاطار اللبناني في حال تكررت ، الى جامعة الدول العربية».