«مذبحة» اخراج: رومان بولانسكي – تمثيل: جودي فوستر، كيت وينسليت هذا الفيلم الذي يبدأ على شكل حكاية فتيان مدرسية تكاد تكون عادية بحيث يتساءل المتفرج عما جاء رومان بولانسكي يفعله هنا، سرعان ما تتحول الى شيء آخر تماماً... ولكن بعد خناقة بين تلميذين يجرح احدهما الآخر. ان الحكاية الحقيقية تنطلق حين يجتمع والدا الطفل الضحية بوالدي الطفل المعتدي. كان يقصد من الإجتماع التصالح غير ان الأمور تسوء تدريجاً خلال السهرة بين الجميع فيصبح ما يراه المتفرج على الشاشة اشبه بمسرح العبث ولكن على طريقة ادوارد آلبي الإجتماعية وليس على طريقة يونيسكو أو بيكيت. وليس هذا بالصدفة إذ ان الفيلم مقتبس من مسرحية للكاتبة ياسمينا رضا ( فرنسية من اصل ايراني) ومن المعروف ان مسرحيات رضا تحمل نكهة شديدة القسوة في التعامل مع شخصيات آتية من الطبقات الوسطى، ما يجعل هذا العمل السينمائي المميز يقدمها خير تقديم للجمهور العالمي. } «رياح معاكسة» اخراج : جليل ليسبير – تمثيل : بنوا ماجيمال، ايزابيل كاريه يمكن للمرء ألا يحب الأفلام الناعمة وبخاصة العاطفية منها في هذه الأيام العصيبة ويمكن له ألا يحب الثرثرة الزائدة في السينما الفرنسية التي يبدأ الحوار فيها منذ ما قبل اللقطات الأولى ويكاد لا ينتهي مع ظهور كلمة «النهاية» ، غير ان المرء لا يمكنه الا ان يحب هذا الفيلم البسيط والناعم الذي يتحدث عن رب عائلة شاب يفقد زوجته في ظروف تبدو غامضة الى حد كبير فيقرر ذات لحظة ان يبدأ حياة جديدة رغم كل شيء فيأخذ ولديه وينتقل ليعيش في مدينة سان مالو البحرية في الغرب الفرنسي. غير ان الهدوء الذي يسعى اليه لا يتحقق له ولكن ليس بالمعنى السيىء للكلمة . اولاً وأخيراً نحن هنا امام حكاية رجل، وبشكل اكثر تحديداً أمام حكاية رجل يعرف كيف يخرج نفسه من حالة الحزن والبكاء التي وضعه فيها اختفاء زوجته. } «الهافر» اخراج: آكي كوريزماكي – تمثيل: أندريه فيلمز ، جان بيار داروسان كوريزماكي هو ومنذ زمن بعيد الأشهر بين المخرجين الفنلنديين وشهرته تفوق شهرة اخيه ميكا الذي هو الآخر سينمائيّ معروف، غير ان آكي لم يفلح حتى الآن في ان يقدم لنا افلاماً مهمة عن مجتمع بلاده لكنه عرف في المقابل كيف يفتح هذه الأفلام على مناطق اخرى من العالم وعلى مواضيع انسانية في شكل عام... ومن هنا لم يستغرب احد ان يذهب هذا المخرج الى مدينة الهافر الفرنسية ليجعلها ليس فقط مكان احداث هذا الفيلم الذي عرض في دورة مهرجان «كان» الأخيرة بل كذلك موضوع الفيلم بأهلها اكثر مما بجغرافيتها... ولا شك ان المتفرجين بعد ان يبدوا اعجابهم بهدوء سينما كوريزماكي وانسانيتها وصورها سيتساءلون: هل حقاً ثمة في فرنسا بلدة مثل هذه كريمة ولطيفة وانسانية تعرف كيف تقوم من همومها لمساعدة صبي افريقي هارب من سفينة تقله سراً، على الوصول الى لندن للإنضمام الى أمه؟ } «حقول القتل» اخراج: آمي كنعان مانّ – تمثيل : جسيكا شاستين ، سام ورثينغتون قد لا يكون هناك جديد في حكاية هذا الفيلم... ومع هذا حقق نجاحاً لا بأس به لدى المتفرجين ما يدل مرة اخرى على ان النوع البوليسي من السينما التي تقوم على التحقيق الموصل الى نبش الماضي لا تزال لها حظوة في الصالات على رغم ما كان معتقداً من ان السينما سرقت منها موضوعاتها. الحكاية هنا تدور من حول جريمة تقع في مدينة تكساس سيتي الأيركية ضحيتها فتاة ليل. وفيما يكون محققان – كالعادة – منكبّين على التحقيق في هذه الجريمة التي تبدو للوهلة الأولى منفردة، تأتي دلائل عديدة تحثهما على التفكير في ان هذه الجريمة قد تكون من فعل مجرم سفاك – أي قاتل بالتسلسل – يقترف جرائمه منذ نهاية سنوات الستين.