تمكن مئات المسلحين من رجال القبائل، معظمهم على علاقة بتنظيم «القاعدة» في اليمن، من السيطرة على أجزاء من مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (180 كلم جنوب شرقي صنعاء) مساء السبت، بقيادة طارق أحمد ناصر الذهب الذي تربطه علاقة مصاهرة بانور العولقي المنظر السابق ل»القاعدة» والذي قتل وعدد من معاونيه في غارة شنتها طائرة تجسس بدون طيار في صحراء محافظة الجوف (شمال غربي اليمن) العام الماضي. وأكدت ل»الحياة» مصادر محلية في رداع أن المسلحين المتشددين اقتحموا مسجد مدرسة قلعة العامرية الأثرية في قلب المدينة التي دخلوا اليها على عشرات السيارات المكشوفة مدججين بمختلف أنواع الأسلحة بين صلاتي المغرب والعشاء مساء السبت. وسيطروا على القلعة وعدد من المنشآت الحكومية المجاورة، بينها مكتب وزارة الاتصالات وتمركزوا فيها من دون مقاومة من قوات الأمن الموجودة بأعداد محدودة لحفظ الأمن في المدينة. وقالت المصادر ان المسلحين وسعوا انتشارهم في عدد من الأحياء والشوارع وأقاموا نقاط مراقبة وتفتيش منذ الساعات الأولى من فجر أمس. وفي حين أشارت المصادر إلى أن مسلحين ينتمون الى قبيلة طارق الذهب (نجل الشيخ أحمد ناصر الذهب أبرز مشايخ قبائل رداع القوية) كانوا بين مقتحمي المدينة، أتهم محافظ محافظة البيضاء محمد ناصر العامري عناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح (الذي يتزعم تكتل أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة) بمساعدة المسلحين والتعاون معهم في إقتحام رداع. وقال العامري، في تصريح الى «الحياة» عبر الهاتف من صنعاء، «ان إنتشار المسلحين لا زال محدوداً في قلب المدينة، غير أنهم يتلقون دعماً من مسلحين يتوافدون بالمئات من محافظات عديدة بينها شبوه ومأرب وأبين». واضاف «ان الوضع خطير جداً... وأن هناك المئات من رجال القبائل من أبناء رداع يتجمعون للدفاع عن مدينتهم ، غير أن استعادة السلطة المحلية للمدينة يحتاج إلى تدخل قوات الجيش ، وبالتالي إلى قرار سياسي من القيادة السياسية للدولة بصورة عاجلة». وتشير المعلومات الواردة من رداع الى ان طارق الذهب غادر محافظة شبوه بعد مقتل العولقي إلى منطقة المناسح في رداع مسقط رأسه ومعه عشرات المسلحين من «القاعدة» و «جماعة «أنصار الشريعة» في محافظة أبين (جنوب اليمن) وأقاموا في المنطقة. وتحدثت هذه المعلومات عن مطالب للمسلحين بقيادة الذهب تتضمن إطلاق سراح شقيقه نبيل أحمد ناصر الذهب (29 عاماً) المعتقل في سورية بتهمة التورط في تفجير إرهابي منذ نحو أربع سنوات.